يسعدني ويكرمني دائماً الأستاذ الكريم والمربي الفاضل عبد الرزاق محمد حمزة ومنذ أن انخرطت في كتابة هذه الزاوية بمهاتفته الأسبوعية لاستمع منه إلى ملاحظاته الدقيقة وتعليقاته الطريفة حول ما كتبت وسطرت والتي تنم في الحقيقة عن سمات و أخلاق جيل الرواد الأوائل من العلماء والمربين والأدباء والمفكرين وحرصهم الدائم على متابعة نتاج طلابهم و أصدقائهم وإبداعاتهم المختلفة والارتفاع بمفاهيمهم وإرشادهم لكل ما يعزز تفوقهم ونبوغهم ويصقل مواهبهم . أقول إنني اسعد بذلك الاتصال الهاتفي أيما سعادة وأن أجد منه كل هذه المتابعة والتشجيع والتوجيه الحسن والمداعبة اللطيفة التي لا تخلو من إضافة معرفية جديدة في الوقت الذي يجد فيه بعض كتابنا وللأسف حساسية بالغة عندما يوجه أحد إليهم إصبع النقد أو أي ملاحظة شفاهة أو كتابة وذلك اعتقاداً واهماً بأنهم بلغوا ذروة العلم والمعرفة وان أمثالهم لا يخطئون فيعيشون في بروجهم العاجية حتى يسقطوا من أعين الناس والمجتمع غير مأسوف عليهم . وأستاذنا الفاضل عبد الرزاق حمزة الذي بدأت الحديث عنه غني عن التعريف فهو سليل بيت علم وفكر وتقى , ووالده هو الشيخ العلامة محمد عبد الرزاق حمزة إمام الحرمين الشريفين الأسبق رحمه الله، وقد نال من التعليم العالي قصداً مميزاً داخل البلاد وخارجها, وهو رجل محمود الخلة مأمون النقية صاحب روح مرحة وخلق كريم ومبادئ فاضلة وقيم سامية ونفس هادئة مطمئنة لا تثور وتغضب إلا فيما يغضب الله ويتطاول على شريعته الغراء وعادات وقيم المجتمع الأصيلة . وفي الوقت الذي يتطلع فيه كاتب هذه السطور إلى تكريم هذا الرجل بما يليق به وبخبرته الثرة ومسيرته الحافلة بالأعمال وخدمة الوطن في الجهات التي عمل بها سواء في مجال التربية والتعليم أو جامعة الملك سعود بالرياض التي كانت له بها بصمة واضحة في تأسيس مكتبتها منذ بداياتها الأولى أو عندما كان مديراً لهيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة مكةالمكرمة أو وزارة الحج التي كان بها مستشاراً لمعالي وزير الحج الأسبق عبد الوهاب عبد الواسع رحمه الله, إلا أنني اتطلع أيضاً من استأذنا الفاضل بأن لا يحرمنا وعشاق حرفه الرشيق من فيض أدبه ومعين تجاربه وخبراته وهو حسب علمي يملك ثقافة واسعة وثروة كبيرة من الذكريات الاجتماعية خاصة المجتمع المكي والمجتمع الحجازي عموماً حيث نشاء وترعرع ونهل العلم من منابعه الصافية وعلمائها الأجلاء إلى جانب ما يختزنه من مخزون كبير من المعلومات والتجارب التربوية والإدارية والرياضية والكشفية التي نطمع أن نتلقفها منه في القريب العاجل مكتوبة مقروءة لتنظم إلى كتابه الممتع الوحيد ( العيش في مكة ) وإنا لمنتظرون .. ولا نملك في الختام إلا أن ندعو له بموفور الأجر وطول العمر.. وهذا علمي والسلام .