قبل أن ينصرم عامنا، الذي يلمم اليوم أيامه ليرحل، فقد الوطن كله، والجزء المكي منه من الرجال الرموز ثلاثة، ففقدت الصحافة وفقدت ساحة الأدب الرفيع، الاستاذ الاديب عبد الغني قستي رحمه الله ، وبقيت مشاركاته الفاعلة في المجالين شاهدة على ماقدم لوطنه من ابداع، وتلاميذه اليوم منتشرون عبر الصحف، وسيذكره الناس دوماً، والحزن المكي بفقده عظيم، وفقدت الساحة الدينية احد سدنة البيت الحرام، الذي خدمه ستة عشر عاما رئيساً للسدنة، الشيخ عبد العزيز الشيبي رحمه الله وهو من بيت رفيع من بيوت أم القرى، المنجبة دوماً لعظماء الرجال وما أكثر تلك البيوتات التي لها عظيم الاثر في نهضة الوطن، ممن حملوا همّ الوطن ورقيه على طول المدى، وانتشروا في سائر ارجائه يحملون الفكر المعتدل ، والمنهج الوسطي المتسامح، وفقدت الساحة المحلية - بمزيد الم لن يزول - الرجل النبيل النجم، الذي فقدناه فجأة وهو ممتلئ حيوية، يتحرك في كل اتجاه لخدمة الوطن والمواطنين معالي الدكتور محمد عبده يماني - رحمه الله - فاعتصر القلوب الألم لهذا الرحيل المفاجئ، وقد كان للحظات قبله ملء السمع والبصر، يعمل الخير ويدرأ الشر ، ما أمكنته قدرته البشرية، عرّف ربه فأخلص النية له في كل عمل يقوم به ، لا يريد به سوى وجهه سبحانه وتعالى، حتى كاد الناس أن يقولوا :إنه قد تمت أعماله كلها للخير الذي حض عليه الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد ملات قلبه خشية ربه، فما أن يذكره حتى تسيل دموعه، واحب سيد رسله وخاتم انبيائه - المصطفى عليه الصلاة والسلام - فدعته محبته لإتباعه، والمحبتان "محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -ولذتهما دعتاه الى ان يدعو الناس قائماً قاعداً لمحبتهما، وألف في ذلك والقى المحاضرات ، وقد خسرت الساحة العلمية والادبية بفقده الكثير، وخسارة الساحة الخيرية أعظم بكثير في الأشهر الحرم وفي خير الايام، فاللهم ارحمهم واسكنهم من الجنات اعلاها ، إنك سميع مجيب. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043