تذكرت برنامج المسابقات الذي كانت تقدمه القناة الاولى السعودية بعد مغرب كل يوم في شهر رمضان المبارك قبل ان يغزونا البث الفضائي، والذي كان يحث على اخراج الاجابة من سور آيات القرآن الكريم، وكانت وزارة الاعلام ترصد للفائزين الجوائز الكبرى الحقيقة بتمويل من الشركات والمؤسسات الكبرى التي تعلن عن منتجاتها في مقدمة ونهاية البرنامج، وكانت المشاركة في تلك المسابقة تتم بعد نهاية الشهر الكريم بإرسال الاجابات الى التلفزيون بالبريد وليس كما هي عليه - الآن - برامج المسابقات التي تعتمد على الاتصالات الهاتفية التي تكسب عن طريقها تلك البرامج اموالاً طائلة من جيوب المتصلين الفقراء الذين يحلمون بفرصة الثراء السريع مقابل نسبة ضئيلة تمنحها برامج تلك المسابقات لبعض الفائزين. تذكرت ذلك البرنامج المتميز بعدما تكاثرت علينا برامج المسابقات الهابطة من كل حدب وصوب، حتى أن اغلب القنوات الفضائية اصيبت بهوس هذه المسابقات في ذلك الشهر الكريم، باستغلالها حاجة الناس الى ظلاهرة الربح السريع التي تعلن عنها المسابقات استخفافا بعقول عامة المتلقين الذين تخدعهم هذه النوعيات من المسابقات مما ساعد على تسويق هذه الانواع الهابطة من برامج المسابقات. حتى انتقلت العدوى الى القناة السعودية الاولى التي تقدم لنا منذ عدة سنوات برنامج (سباق المشاهدين) والذي يستضيف - على حساب المتصلين - بعض الفنانين السعوديين والعرب الذين تكررت وجوههم طوال السنوات الماضية، ومحوره اسئلة سطحية، والبرنامج الآخر (دقت ساعتك) الذي يختار ضيوفه من المتسابقين من نوعيات ثقافاتهم ضحلة جداً. أما قناة (MBC) فمازالت تتحفنا بتناقض كبير فيما تقدمه في نهار رمضان عنه في الليل حيث برنامج (مسابقات حليمة) والذي لا ندري ما الفائدة الثقافية من معرفة من قام بدور فلان في المسلسل الفلاني او بعض مجريات بعض الافلام القديمة والجديدة؟ مستغلة ذلك البرنامج لاستعراض جمالها وملابسها واجزاء من جسمها الصناعي. اما البرنامج الآخر الذي تقدمه هذه القناة (حروف وألوف) الذي رصد له (33) سيارة من احدى الشركات المحلية. و(حلوين) و(روح). وكأن الهدف من هذا البرنامج هو توزيع المال وهذه السيارات. وقد بدأ برنامجه الثاني (الكاس) و(من جرف لدحديرة يا قلب لا تحزن).وكما قالت احدى الكاتبات: إنه زمن التسطيح والتسخيف والتسذيج، وعصر الفقاعات الاعلامية واشباه المواهب والواو (الواسطات) والشخابيط ولا نامت أعين العقلاء. قبسة: ما نفع الركض اذا كنت على الطريق الخطأ. (مثل ألماني) مكةالمكرمة: ص. ب: 233 ناسوخ: 5733335