تجد المسابقات التلفزيونية رواجًا خاصًا في شهر رمضان المبارك، مثل المسلسلات الكوميدية والدرامية أيضًا، ويرتبط في ذاكرة المشاهد عدد من المسابقات المتنوعة، التي كانت تعرض في هذا الشهر لأعوام عديدة مضت، ولكن اليوم تخطت متابعة المشاهد لعدد محدود من المسابقات إلى تنوع كبير وكبير جدًا بتنوع وتعدد القنوات الفضائية. وفي ظلّ هذا التنوع، يعد التلفزيون السعودي واحدًا من هذه القنوات الفضائية التي تحرص على الحضور أمام المشاهد المحلي والعربي، من خلال تقديم مسابقات تلفزيونية متنوعة، ومن هذه المسابقات برنامج “سباق المشاهدين”، وبرنامج “دقت ساعتك”، إضافة إلى مسابقات الأطفال ومسابقة القرآن الكريم. ويخوض التلفزيون السعودي تحديًا مع عدد من القنوات الفضائية الأخرى التي تقدم أيضًا برامج تلفزيونية خاصة بالمسابقات لتكون هي الأخرى حاضرة في ذهن المشاهد، وتبدو المنافسة غير متكافئة من خلال ما يقدمه التلفزيون السعودي من مسابقات، وما تقدمه قنوات أخرى، وذلك لأسباب عدة لا تمكّن برنامج “سباق المشاهدين” من الوصول إلى برنامج “حروف وألوف” على سبيل التمثيل. كما أن “سباق المشاهدين” يعاني منذ ثلاثة أعوام، وربما أكثر، من نمطية في كل جوانبه، وتجده نسخة مكررة في هذا العام عن العام الذي سبقه، فهو متكرر من خلال الضيوف في كل عام، ومتكرر من خلال الاستوديو الذي يقدم من خلاله البرنامج، ومتكرر من خلال طريقة المسابقة واختيار الأرقام من خلال لوحة المفاتيح، وربما أيضًا متكرر من خلال بعض الأسئلة، ومتكرر من خلال تلك اللعبة بين المشاهدين والجمهور والتي لم تعد توجد ربما حتى ضمن ألعاب الحواري التي تكثر فيها المسابقات والألعاب أيضًا، فهذه اللعبة هي أيضًا أسوأ ما يحتويه ديكور البرنامج. ولم يختلف البرنامج في هذا العام عن شكله في العام الماضي كثيرًا، بل تكررت أسماء ضيوفه، وحتى بعض أسئلته كما أسلفنا، فضلًا عن تكرار تلك اللعبة التي يقتسمها المشاهد مع الجمهور. وإذا ما أراد هذا البرنامج أن يحظى باهتمام ومتابعة في الأعوام المقبلة (إن استمرت التجربة) فلا بد أن يطور من طريقة عرضه للمسابقة كثيرًا، وأن يتفهم كثيرًا من العوامل والتجارب التي خاضها خلال الأعوام الماضية، وأدت إلى وضعه في خانة الفشل في هذا العام، وربما يكون خارج قائمة المشاهدين في الأعوام المقبلة. وفي المقابل أطل علينا هذا العام برنامج جديد للمقدم جاسم العثمان بعنوان “دقت ساعتك”، وإن كان البرنامج في شكله العام، وسماته الرئيسة مشابهًا لبرنامج المسابقات العالمي “من سيربح المليون”، إلاّ أنه حمل أفكارًا جديدة ومتطورة عمّا عليه ذلك البرنامج، وهي بلا شك تُحسب للقائمين على هذا البرنامج، وربما تكون هذه التجربة الأولى للبرنامج خلال هذا العام لتستمر في الأعوام المقبلة، وإذا ما كان ذلك فلا بد من التطوير في طريقة البرنامج والخروج بمظهر مختلف عما كان عليه، كما لا بد أن ينظر جيدًا في قضية الوقت الحالي، الذي يعرض فيه هذا البرنامج فهو وقت ثقيل جدًا على المشاهد، بل إن السبب في قلة الإقبال عليه هو وقته المتأخر جدًا، الذي يأتي بعدما أُشبع المشاهد بالعديد من البرامج والمسلسلات وغير ذلك.