كثرت القنوات الفضائية، حيث لا يستطيع المشاهد التنقل بينها، لأنه اصبح بمقدور شخص او عدة اشخاص فتح قناة فضائية لاي غرض من الاغراض والاهداف التي يبحثون عنها واغلبها الربح المادي، وهذا جعل اغلب هذه القنوات لا تفرق بين الغث والثمين. ناهيك عن انشغال الناس بالحاسبات الآلية (اللاب توب) مما جعل مشاهدي فوضى هذه القنوات قليلاً جداً، ومع هذا هناك من ينقل اليك بعض ما تعرضه بعض هذه القنوات من البرامج التي يقلدون فيها بعض البرامج العالمية، ومنها برامج غريبة وعجيبة. فقد كنت في مناسبة من المناسبات وسمعت مجموعة تجلس بجوارنا يتندرون ويتحدثون بسخرية عن ضيف احد هذه البرامج والذي تحدث فيه بنرجسية مغرقة في التعالي والتكبر، وحبه للإثارة والأضواء ومحبته للشهرة، حيث تحدث عن علاقاته بالملوك والقادة، وحصوله على (الشرهات) من هؤلاء الملوك والقادة، والتي عدها غير الصدقة. وأكثر ما أدهش هؤلاء الناس ترفعه وتعاليه عن الفقراء والمساكين بعد ان انتقل من حالة الفقر والبؤس والسكن في البيوت الشعبية وبيوت الطين الى الغنى والسكن في القصور الفارهة وركوب السيارات الفاخرة. ويرى ان في الصداقات الطويلة في العقل والصحة. وحكم على من يخالفه هذه الرؤى وغيرها التي اعلنها في ذلك البرنامج بأنهم كالأغنام في هذه الحياة. وتندر أولئك الناس بقول ذلك الضيف بأنه لم يعرف نفسه الا عندما زار شارعاً في ايران به صناع وفسروا مقولته هذه بعدة تفسيرات منها انه كان يعاني من دونية في نسبه واستشهدوا بنرجسيته بركوبه مع مقدم البرامج عربة تجرها عدد من الخيول وتسير بهما في شوارع مراكش وكأنه الوحيد في تلك المدينة. هذه الاحاديث التي سمعتها جعلتني اسأل الاصدقاء لمعرفة ذلك الضيف الذي ذكروا في حديثهم انه صحفي، فلم يفدني احد بشيء وهذا دلالة على ان الناس لم تعد تستطيع مشاهدة هذا العدد الهائل من القنوات الفضائية، انما يشاهدون ما يرغبون فيه كل حسب فئته العمرية، كما ان اجهزة الحاسب المحمول (اللاب توب) اشغلت الناس، فاكتفوا بها وهجروا التلفاز. ولعل ذلك من حظنا الحسن حتى لا نشاهد التفاهات. قبسة: يفضل البعض مجاملة كاذبة على نقد مخلص مكةالمكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5733335