الحديث عن الذكريات والمواقف القديمة أمر معروف من قديم الزمان وهو يروي تجربة شخصية ولا يعد حديثاً عن النفس خاصة إذا كان التركيز على نوعية السرد والقرض منه. لقاء رمضان كان الاستاذ هاشم عبده هاشم نائب رئيس تحرير البلاد في 1398ه .. يواصل اتصالات بالمحررين وبطبيعة الحال لا يقبل «د.هاشم» إلا أن يكون من يعمل معه في تمام الجاهزية في أي وقت وأي زمان .. اتصل بي هاشم مساء أحد أيام رمضان على منزلي في مكةالمكرمة وابلغني انشغال الزملاء بأعمال مختلفة ووجود مهمة صحفية تحتاج لمحرر لاجراء مقابلة في جدة «فندق ميريديان» غداً صباحاً والضيف السيد نجم الدين اربيكان رئيس حزب السلامة التركي.. ومن حُسن الحظ أنني كنت في إجازة من عملي الرسمي .وقد نقل لي الدكتور هاشم المطلوب مني وهو إجراء الحديث بعد أن زودني بعدد من الأسئلة و»تدبير» مصور من الفندق ثم « تفريغ» الشريط قبل العودة الى مكة وحدد موعداً بعد الظهر لتسليم المادة له شخصيا اذ كان يسكن في منطقة الفندق ونبه على أهمية الانتهاء في الوقت المحدد للنشر في اليوم الثاني وأن لدى الضيف خبراً مسبقاً بالأمر. الحديث والضيف غادرت مكة في السابعة صباحاً ووصلت الفندق قبل الثامنة وسألت عن الضيف ووجدت انه في انتظاري وفي مكان في احد الاستراحات في الفندق بدأت في إجراء الحديث واستأذنته للبحث عن مصور اذ لم يكن مصور البلاد جاهزاً أو انه لايمكن أن يخرج في هذا الوقت من رمضان للتصوير وقد وجدت ضمن العاملين في الفندق شخص لديه «جهاز تصوير» ودفت له الأجرة مقابل صورة واحدة أو اثنين واجريت الحديث وودعت الضيف واستلمت «فلم» الصور وبدأت في تفريغ الحديث على الورق وقبل الظهر وجدت د. هاشم يقف بسيارته أمام بوابة الفندق واستلم الاوراق والقلم وودعني وعدت الى مكة ووصلتها بعد العصر مرهقاً لكنني أمني نفسي بحديث كما وصفه د. هاشم «سبقاً» لأهمية «اربيكان» وحزب السلامة. الحديث وفي اليوم الثاني وجدت أن د. هاشم نشر الحديث على مساحة نصف الصفحة الأولى « إشارة بعناوين» وكامل الحديث في صفحة داخلية 2أو 3 وقبل أن اتصل به اتصل بي يسألني هل قرأت الحديث قلت نعم.. قال هاشم وهو ما اسعدني لقد سبقنا كل الصحف وقد تلقيت العديد من الاتصالات حول الحديث وأهمية الضيف. بعد سنوات وقد ألتقيت «اربيكان» في مكةالمكرمة بعد سنوات طويلة وعرفته على نفسي وذكرته بالحديث ووجدته يذكره بتفاصيله مشيراً الى ماحدث أثناء الحديث من مواقف غير عادية . أثناء الحديث حقيقة ما أزعجني وأنا استعد لاستقبال الضيف وأثناء إجراء الحديث تم بعد مغادرة الضيف واعداد الحديث للنشر هو وجود عدد كبير من «غير المسلمين» والذين كانوا يتبادلون الأطعمة والمشروبات بالاضافة لقيام بعضهم بالتدخين .. الأمر الذي أثر في وأنا اجلس مع السيد ابريكان وسط دخان السجائر والمرطبات..