"1" انتقد صديقنا العزيز الأستاذ محمد أحمد المشاط تلك القصيدة التي نشرت في أخيرة البلاد "لم يسمها" وذلك في عدد الجمعة قبل الماضي ومن باب "الاعتراف الأدبي" اسميها، ولكن ومع ثقتي بشاعريته وبذائقته الشعرية ومعرفته بفنون القصيدة ومستلزماتها أقصد "المشاط" إلا أنني لست معه في عدم النشر أبداً وذلك لسبب بسيط وهو اعطاء الفرصة لمن يعتقد في شاعريته أن "يبيتها" وبالتالي ترك المجال لمن "يُقومْ" تلك القصيدة مبنى ومعنى فكيف نعرف الجيد من الرديء إذا لم يكن هناك نقاد يقومون بتشريح القصيدة وتصويبها وكيف يعرف الشاعر أنه أخطأ. إن على الناقد تفتيت القصيدة كأن يقول في هذا البيت زحف أو هناك إقواء أو في صدر القصيدة كسر أو في العجز خروج عن المعنى أو خلل في العروض وغير ذلك من منافذ النقد فإذا ما قام بذلك "الناقد" فإنه يخدم القارئ وقبل ذلك يقدم للشاعر خدمة هو في أمس الحاجة إليها. "2" تستمع إليه وهو آخذ مكانه في صدر المجلس منتقداً لهذه الإدارة أو لتلك، أو تستمع إليه وهو يلوم أولئك الذين "اكتشفوا" بتورطهم في بعض المخالفات القانونية وقد نسي كل ذلك الذي كان يقوم به عندما كان على رأس العمل ومسؤولاً عن أحد الأجهزة التي ينتقدها الآن وكيف كان تعامله مع مراجعيه الذين تنفسوا الصعداء عندما ترك العمل، إن أمثال هذا كثر وهم يملأون المجالس ويستأسدون فيها بالقول المباح وغير المباح، صحيح أن الكلام ليس عليه جمرك ولهذا هم يتكلمون هذه الأيام. "3" تصاب بحالة من الذهول وأنت تتابع هذا الذي يدور حولك في العالم العربي، فرغم كل تجارب السنين الماضية إلا أن العرب لم يستفيدوا منها انهم لا زالوا يمارسون التباغض والتباعد وبصور مختلفة جداً وتلك هي المأساة!.