تتعدد الآراء حول أفضلية إشغال المواقع القيادية في الأجهزة التخصصية أو التي ضمن مسؤولياتها خدمات مهنية أو فنية، ولها تعامل كثيف مع الجمهور في أكثر من شأن، فالقناعة السائدة بين المهنيين أن المواقع الإدارية في هذه الأجهزة حق لهم دون غيرهم، ويلزم ان تبقى قاصرة عليهم لا يشغلها إلا متخصص منهم، فهم مقتنعون أنهم وبحكم تخصصهم هم الأفضل تأهيلاً وتفهماً لطبيعة أعمال هذه الأجهزة، وبالتالي الأقدر على إدارتها بكفاءة ونجاح، وإلا فإن أوجه القصور التنفيذية التي ستظهر مردها أن المسؤول على قمة الجهاز ليس من المتخصصين في مجاله وإلا لما كان هذا الإخفاق. المتخصصون في الإدارة لا يقرون هذا، ويرون ان النجاح في المواقع القيادية مرهون باتباع أساليب وأنماط إدارية معتمدة علمياً، وأنهم المؤهلون دون غيرهم بمعرفتها وطرق تطبيقها، ويؤكدون على عدم الربط بين الكفاءة الإدارية والمهارة المهنية فهذا شيء وذاك شيء آخر، كما أن المجال المهني الواحد يضم العديد من التخصصات، والمؤهل في أحدها لا يلم بالضرورة ببقيتها، ويبقى تفهمه لجملة أنشطة الجهاز محدوداً، وبالتالي ينتفي ما يعطيه أفضلية إدارية، كما يضيفون أنه يمكن للمتخصصين الإداريين ان يستشيروا عند الحاجة المتخصصين المهنيين بما يمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح. رؤية أخرى من خارج القطاعين تؤكد على أن النجاح في المواقع القيادية مرهون بالقدرات والمواهب الذاتية أكثر من أي عامل آخر، فالمهنيون أو الإداريون كثيراً ما بقوا حبيسي تخصصاتهم، وقد يبرز من غيرهم من هو أقدر على تحقيق النجاح المطلوب، وتضرب الأمثلة بشخصيات عديدة سادت كقيادات في غير مجال تخصصها، أو لم تكن متخصصة أصلاً، ومن هؤلاء وزراء ومقاولون ورجال مال وأعمال، منهم من تعدت نجاحاته الإطار المحلي، وأيضاً أمناء تميزوا بصدق أدائهم، وعمق عطائهم، حتى أصبحت فتراتهم موسومة بأسمائهم، وبما لهم من صفات حميدة يتوق لها كل مواطن نزيه مخلص. 6562564 [email protected] تنويه: نعيد نشره لسقوط بعض العبارات منه يوم أمس وعذراً للكاتب .