قال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه عن كتاب الله القرآن الكريم { لا تنقضي عجائبه ولا تنفد غرائبه } والعجائب: جمع عجيبة، وهي الأمر المدهش للألباب والمحيّر للعقول بسبب خرقه للعادات والمألوفات. والغرائب: جمع غريبة: وهي الفريدة العديمة النظير التي لا يعرف لها مثال. وقد قال الله سبحانه وتعالى عن نبيه وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم:3، 4). وإلى يومنا هذا يخرج علينا من المفسرين بكثير من عجائب القرآن وغرائبه وكيف لا وهو الكتاب المجيد قول الله المحمود والمحفوظ من لدنه العزيز الحكيم. (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون َ) (الحجر: 9). وتلك مقدمة للنقاش حول كتاب الله العزيز مع احد الأخوان الفضلاء الأستاذ على الحسون رئيس تحرير جريدة البلاد إلى قوله لو تفكرنا في عدم تفسير القرآن من قبل الحبيب صلى الله عليه وسلم لماذا ؟ لقادنا التفكير في سبب ذلك بقاء عجائبه وغرائبه إلى يوم يبعثون لأنه لا اجتهاد بعد قول للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم اعلم به من غيره ولا ينطق عن الهوى وقوله كامل شامل جامع وهو اعلم بعجائبه وغرائبه ولذلك ترك التفسير له ولم يرد في كتب السير والأحاديث انه صلى الله عليه وسلم فسره نهائياً وبقي القرآن الكريم معجزة على مر السنين والعصور والأزمان وسوف يبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وسبحانه الله القرآن الكريم منهج حياة وليس كتاباً علمياً أو أدبياً أو قصة ويحوي إعجاز اللغة وبديع القول وعجائب الأمور ومقومات الحياة واحداثها وقصص الأولين والاعتبار منها وواقع الحاضر وخبر المستقبل وبهذا هو فعلا منهج إلى أن تقوم الساعة. وفوق ذلك هو بركة لأنه قول الله عز في علاه ومنزل من لدن الحكيم العليم وتحفظه الصدور قبل السطور وينير الظلمات والقبور وحصن حصين ومانع للشر متين وفيه من الآيات ما يحفظ الأنفس والأجساد ويحتمي به الإنسان من شر الإنس والجان والهوام وفي قراءته اجر بكل حرف كما اخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم ويرتقي به البشر في الجنان حتى يبلغوا بما لديهم من قراءات أعلى المنازل والمراتب ويحمد قراءته في شهر رمضان وهي محمودة في بقية الأشهر والأيام والتغني به مطلوب ومحبوب وتعددت طرق قراءته والجهر به وهجره معصية وإقامة حروفه دون حدوده خسران ولا يمسه إلا المتطهرون. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. ص، ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871