رمضان هذا الشهر الكريم، هذا الشهر العظيم، شهر العطاء، شهر تضاعف فيه الحسنات شهر التراحم والتواد والتكافل والتقارب وبذل ما في وسعك للعطف على اخوانك المحتاجين هذا الشهر شهر الإيمان. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. انك يا عزيزي المؤمن تطلب في هذا الشهر مضاعفة الأجر من الواحد الأحد الفرد الصمد لذا عليك التعاطف والتكافل مع إخوانك المحتاجين من الضعفاء والأرامل والأيتام الذين لا يسألون الناس إلحافاً ولو كان بهم خصاصة. عليك أن تتلمس متطلبات هؤلاء المحتاجين في مساكنهم عليك أن تحافظ على مشاعرهم وتقدم لهم ما يحتاجونه من مساعدة. فلك الأجر والثواب الأعظم من الله العلي القدير الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. وما تقدموا من خير فإن الله يعلمه.. وان على اخواننا الذين أنعم الله عليهم من فضله وعطائه وهو صاحب الفضل وصاحب العطاء يعطي بدون من. عليك يا أخي المنعم عليه أن تتذكر أن لك إخواناً وأقرباء وجيراناً في حاجة إلى العون والمساعدة خاصة في مثل هذه الأيام المباركة أيام الشهر الكريم. ان اسهام الأثرياء في بلادنا العزيزة زادهم الله فضلا ونعمة غير ملموس واذا وجد فهو لا يرقى إلى الاسهام الفعلي الملموس إن الأثرياء في المجتمعات الأخرى يتبارون في بذل الاحسان إلى المحتاجين بدون من. ويرون أن هذه مسؤولية عظيمة يجب الاهتمام بها والحرص عليها.. إن اثرياؤنا عليهم مسؤولية عظيمة تجاه مجتمعهم السعودي من حيث الإسهام مساهمة فاعلة في العمل الخيري. وعليهم الاقتداء بإنسان ورائد هذا الوطن العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي قام قبل سنوات بزيارة شخصية للأحياء الفقيرة في الرياض. وأصدر أوامره الكريمة بالعناية والرعاية والاهتمام بمواجهة الفقر ليعيش انسان هذا الوطن في عز وكرامة. ولا شك أن الإسلام كرم بني آدم. ولقد كرمنا بني آدم هذا هو الاسلام رسالة دين وتكافل بين الأغنياء والفقراء.. والتكافل الاجتماعي من أهم أسس الاقتصاد الإسلامي. لمواجهة مشكلة الفقر. والآيات القرآنية العظيمة في أكثر من مائتي آية تحث على الانفاق والبذل سراً وعلانية، بالليل والنهار، كما أن الاحاديث الشريفة تجمع على أن الصدقة تطفئ غضب الرب. وتسبغ الرضاء على الانسان.وهناك أمور جعل الله كفارتها بذل المال كالحنث في اليمين والقتل الخطأ. إن المسؤولية عظيمة. وعلى الجميع كمجتمع إنساني أن نتواصى جميعاً لتقليص مساحات الفقر والوصول إلى الفقراء والمحتاجين. وعلى رجال الأعمال مسؤولية كبيرة ورسالة عظيمة في بذل جهودهم في مساعدة المحتاجين في مناطق سكناهم وأن ما يبذل لمساعدة المحتاج سيكون الأجر مضاعفاً وسيجزي الله كل من تصدق وساعد الفقراء والمعوزين في هذا الشهر الكريم ويجب أن لا تقف المساعدة على هذا الشهر بل يجب أن نواصل البذل والعطاء من مال الله الذي أنعم به علينا.. وما تقدموا لأنفسكم من خير فإن الله يعلمه.. إن بلادنا والحمدلله بنعمة الأمن والاستقرار حريصة على تفشي الأعمال الخيرية التي يقصد بها وجه الله عز وجل أولاً وآخراً.. وها هي الأعمال الخيرية الرائدة تتواصل من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني.. مع الدعاء للجميع بقبول الصيام والقيام.