توصلتُ بإهداء محببٌ إلى نفسي، ثمينٌ لفكري، قيمٌ في معناه، من سيادة الدكتور المُبدع عدنان عبدالبديع اليافي المُتيم بحب جُدَّة .. يُعتبر اليافي هو مُؤلف كتاب "جُدَّة في شذرات الغزاوي" هذا الكتاب يقع في 46 صفحة تسلمته بكل شوقٍ ولهفة لقراءته وانقطعت عن الأهل والأصدقاء والزوار الذين كانوا في داري إنصرفتُ عنهم بالسياحة داخل هذا المُؤلَّف حيث أن أسلوبه وما احتواه من موضوعات عشتها وسمعتها شخصياً في حياتي ومُلازمتي لهذا الرجل العبقري -يرحمه الله - في بيته ومكتبته وحتى في غرفة نومه تجده يصطحب معه القرطاس والقلم، يستحضرُ فكرة ويسجلها يبدأ بأبيات من الشعر وينهيها وإذا ما شغله موضوع أو فكرة أو التباسُ رأيٍّ يقول لي: (خذ مفتاح المكتبة وأنت داخل على يدك اليُمنى عُدّ ثلاثة أرفف تجد في الرف الرابع العقد الفريد أحضر الجزء كذا). تأثرتُ جداً بهذا الرجل ولا زال يلعب دوراً هاماً في حياتي وسلوكي ومُخيلتي عشتُ لحظات ممتعة مع كتاب "جُدَّة في شذرات الغزاوي" ساعدني على الاستمرار في قراءة هذا المؤلف سهولة أسلوبه ووضوح أفكاره في شيء من الإيجاز المفيد وأقول للمؤلف سلمت أناملك، لإبداعاته وأطروحاته وتنسياقات أفكاره التي تدل على رُقي الخيال عنده وسعةُ الإطلاع في شيء من الإيجاز الغير مخل بالمعنى. لقد كانت لديه الخبرة الكافية التي جعلت منه ضليعاً في كتابة المُؤلفات واستنباط الأفكار واستنتاج المعاني. لا شك أن اليافي هو من أسرة تجارية عريقة عُرفت بكرم الأخلاق وشُغلت بالبحث والدراسة وجمع الآثار وخاصَّة عن جُدَّة، فالإشتغال بالبحث والدراسة وجمع الآثار هو من خصائص العُلماء الفطاحل أُولي العزم والجاه والقدرة على جمع الشتات وهو يُمثل لأجيالنا القادمة نقلة نوعية من السلف للخلف بصورة فيها نوعٌ من الإبداع وسعة الخيال والحكمة في الإخراج. كُنت أتمنى أن أكون السَّباق لإخراج مثل هذه المؤلفات من شذرات الذهب ولكنني تركتُ الأمر لغيري لأن شهادتي فيه مجروحة. وقد راقني وأشبعَ خيالي وتصوري مُؤلَّف الدكتور/ عدنان اليافي. حقيقة إنه أبدع فيه، فتنوع الأفكار التي جاء بها أصحابها الذين قرأوا للشاعر الغزاوي وخاصَّة الذين نصحوا مؤلفنا الفذ بالكتابة عن جُدَّة في ضوء "شذرات الغزاوي" إبتداءً من خاله الوالد العزيز (الشيخ/ عمر أديب الأعمى) - سلمه الله- إلى الفيلسوف الأديب المعروف (الشيخ/ عبدالرحمن بن فيصل المُعمَّر) – متعه الله بدوام الصحة والعافية – راقني فعلاً ما سطرته أنامل أستاذنا الكاتب القدير أحمد بن عبدالرحمن العرفج الذي أنصف الغزاوي يرحمه الله بما جاءت به نظرية الإعلام الحديثة واسمها (نظرية التأطير) وهي التي فصلت بين الغزاوي "الشاعر" عن الغزاوي "العلامة اللُّغوي". أمنياتي أن تأخذ شذرات الغزاوي طريقها للتداول وتجد مكانها على الإنترنت، وفي هذه العجالة لا يفوتني أن أشكر الوجيه الشيخ/ عبدالمقصود خوجه. الذي قام مشكوراً بطباعة هذه الشذرات شعراً ونثراً وأخرجها لحيز الوجود. إن هناك جوانب كثيرة في حياة الغزاوي لم تظهر بعد في أي كتاب. كما أود أن أشير إلى أن الغزاوي كان مولع بالقراءة، كما كان أنيقاً في هندامه ونظراته واختيار ألفاظه، وسوف يأتي الكثير من شبابنا ومُثقفينا ليكتشفوا العديد من الجوانب في شعر ونثر الغزاوي كما قال شاعرنا الكبير الجحفل معالي الأستاذ "غازي القصيبي" شافاه الله وما دعى إليه معاليه وطالب الأجيال باكتشاف جوانب في حياة هذه الشخصية التي لا يعرف الكثير عنها سوى جانب المديح. وأقول: "إن الغزاوي هو ابن زمانه" حيث أن الزمان الذي جاد بالغزاوي فرض عليه وعلى أمثاله من أقرانه أن يُعلموا أنفسهم بأنفسهم، مثل الشيخ/ محمد سرور الصبان يرحمه الله وشيخنا الجحفل/ عبدالقدوس الأنصاري – سيبويه زمانه – وشيخنا الأفندي/ نصيف وغيرهم. هؤلاء الذين صنعوا لأنفسهم مجداً مرموقاً ورأي يعتد به. الذين جعلوا قاسم العلم المشترك بينهم "الثقافة" حيث زمن الشغف للتعلم ومحاولة نيل المعلومة من أي مكان كان ولو بالتغرب من أجلها. ومن هنا برز لدينا رواداً وعباقرة استطاعوا أن يؤثروا ويتأثروا. ومن هنا اشكر صاحب الخيال والإيجاز والإبداع الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي على ما قام ويقوم به من إنتاج وفير يُفيد مكتبتنا المتنامية.. نفع الله به وبإنتاجه.