** كيف توصلت تلك الطالبة إلى هذه الحالة المتقدمة من الانتقام بأن ترش وجه زميلتها بماء النار أمام جمع من زميلاتها، إنه لأمر غاية في الصعوبة تصديقه لولا تصريح الدكتور نايف الجهني المتحدث باسم جامعة تبوك التي جرت فيها الحادثة، إنه لأمر محزن أن تصل حالة الانتقام إلى هذا الحد من الجرأة بل و"الاجرام" ولعلك يا عزيزي القارئ تتساءل ما هو السبب في ذلك.. هل هو نزاع علمي؟ .. هل هو نزاع أسبابه خارج أسوار الجامعة؟ أم ماذا؟. أقرأوا معي الخبر الذي نشرته "الحياة" على الصفحة الأولى يوم الخميس الماضي.. يقول الخبر: باغتت طالبة تدرس الاقتصاد المنزلي في كلية التربية بجامعة تبوك زميلتها في القسم صباح أمس، ورشت على وجهها "ماء نار" على مرأى من الطالبات اللاتي أصابهن الذهول.واتجهت الطالبة المصابة إلى عيادة الكلية تصرخ وتستنجد ثم ما لبثت ان سقطت مغشياً عليها وتولت طبيبة الكلية اسعافها، قبل أن تصل سيارة الاسعاف لتنقلها الى مستشفى الملك خالد الذي أكد مصدر مطلع فيه أن الطالبة تلقت العلاج وغادرت المستشفى وعلمت "الحياة" أن المعتدى عليها لم تكن وحدها وقت هجوم زميلتها عليها، بل كانت ضمن مجموعة من الطالبات اللاتي كن يتحدثن عن الاختبار، ولاذت المعتدية بالفرار.وأكد المتحدث باسم جامعة تبوك الدكتور نايف الجهني وقوع الاعتداء، والعثور على المادة الحارقة المستخدمة في الجريمة، والهاتف النقال الخاص بالمعتدية التي استغلت تدافع زميلاتها اثر الحادثة لتهرب من قبضة الجهاز الأمني النسائي في الجامعة ولفت الجهني إلى أن ملف القضية أحيل إلى الجهات الأمنية. هذا نص الخبر وعليكم تفسير أسباب هذه الحالة التي لن تكون الأخيرة على ما يبدو.فماذا حدث في هذا المجتمع؟ الذي كنا نراه مجتمعاً مثالياً لا يدنو منه أي مجتمع في صلاحه وفلاحه هل انفتاح المدنية هي خلف ذلك؟ على ما أعرف أن المدنية هي المزيد من الحضارة والرقي لا مزيداً من التخلف والقسوة والرداءة في التعامل.