الحياة جميلة ونافعة.. لكن بعض البشر يتطلع الى افاق أرحب.. وهذه الافاق لا نستطيع ان نجتازها بسهولة ويسر دون صبر وتمعن، لان هذه الحياة ذاتها وجد فوقها أناس خيرون حتى الاعماق.. وآخرون شريرون لا يفهمون الخير.. بل ولا يحبونه - للاسف - لضيق نفوسهم وحشرجاتها. وديننا الخالد.. هذا الذي نتشرف بأن نكون من اتباعه ذلك لانه دين (عالمي) مستمد من قوته ونقائه من لدن منزله العلي القدير.. صاحب العطاء الوفير.. لكننا للاسف.. نحن البشر من احدث كل هذه الصراعات والارباكات لسفسطة المعاني (المخجلة) التي يمليها علينا شياطين الأنس وما اكثرهم وما ادناهم وربما ما استخفهم. لكننا ندور حول أنفسنا بدواعي كثيرة دون وعي ولا فهم باعتبار اننا نحن (الفاهمون) والعارفون.. والمسيطرون على كل اضواء الشمس.. والشمس كما تفهمون ونفهم مضيئة ومشرقة.. لكنها احياناً محرقة.. ومؤثرة. والدليل هذه (الحوادث) الرهيبة من قتل وسرقة وخداع نفسي وظلم قاس.. مما يجعل (الانسان) الصادق يتساءل بألم.. معقول.. كيف حدث؟ ولم حدث؟ أجل.. كيف يقتل الانسان الواعي.. اخاه وقريبه وجاره وابن وطنه وعقيدته.. من أجل شيء تافه وحقير ومزرٍ. وكيف يسرق السارق فتمتد يداه لتلطيخها وتقوى رجلاه للمشي فوق أرض الحياة وهو رافع الرأس!! وكيف وسوس له الوسواس الخناس بأفكار هجينة لا معنى لها سوى ان تمتلئ جيوبه مالا حراماً.. وهو سيعود عليه وعلى من خلفهم بالألم والحسرة وسوء المصير.. وكيف يستعمل الرجل والمرأة أيضاً.. وهما بكامل قواهما وعقولهما.. باستعمالهما هذا (المخدر) او ذاك (المسّكر) الذي يذيب العقل والوجدان.. ويجعل الانسان خالياً من الانسانية والمبادئ القويمة..! وكل هذه الاشياء المتدنية للاسف.. يقابلها أناس (محترمون) اصحاب اخلاق رفيعة .. وبعد انساني شمولي.. لان هؤلاء عرفوا الدين صحيحاً.. ونظيفاً.. ومتألقاً كضوء الشمس الصافية..!! أجل هؤلاء (الخيرون) قرأوا معانيه وغاصوا في اعماقه وشملهم بالحيوية والانفتاح وسموا الاخلاق القرآنية. أجل.. انه الدين.. وانها (التربية) الواعية.. أجل.. انه (القرآن العظيم) بما يحتويه من تعاليم سامية المعنى وهي وأيم اللله واضحة مشرقة دون التواء أو عوج لمن يريد ان يفهمها ويقرأها ويتمعنها بل ويطبقها بصدق ووضوح. وهذا الحبيب المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم يحذرنا بحب واخلاص من التأخر والتقهقر وسوء التصرف والدنيا بخير والناس الذين يعمرون هذه الدنيا هم بين امرين.. اما صادق ومخلص ونقي السريرة يتطلع لان يكون عاملاً مخلصا وصادقا وامام عينيه تقوى الله.. وبعضهم للاسف (مخربون) وان كانوا قلة ضئيلة أول من يقع على ام رأسه.. نتيجة لافكارهم الهزيلة ورؤاهم (المريضة) والمتأخرة للاسف.. ومع هذا وقبل هذا الخير موجود ومشرق ومضيء وتنعم به البشرية فوق هذه الارض المباركة.. صلاحاً وفلاحاً.. ونجاحاً. فدعونا نتفاءل بحق وحقيق ونقول بصوت عال.. يا حيهلا على الفلاح.. وحيهلا على النشاط والنجاح..