مائة يوم او تقل قليلا هي ما تبقى من عمر الاحتلال الامريكي للعراق وستشد القوات الأمريكية رحالها غير مأسوفٍ على رحيلها وذلك إن صدقت الوعود الانتخابية للرئيس الأمريكي أوباما بعد أن رأى قواته تتهاوى كالذباب بفعل المقاومة الباسلة لأبناء العراق الأبي وبعد أن ارتفعت أصوات أسر الجنود الأمريكيين خوفاً وهلعاً على أبنائهم من المصير المجهول في أرض الرافدين، هذا الغزو الذي قامت به مايعرف بقوات التحالف الغربي من امريكيين وبريطانيين على العراق في عهد الحكومتين السابقتين ببوش الابن وطوني بلير تحت ذرائع البحث عن اسلحة الدمار الشامل التي أثبتت سنوات الاحتلال أنها ذرائع واهية بل هي أوهى من نسيج العنكبوت ،نفذت بريطانيا بجلدها وتركت القوات الامريكية تغرق في مستنقع العراق سقط حزب بوش في الانتخابات وتبعه حزب طوني بلير وبقي العراق شامخاً بكبريائه مرفوع الرأس ليعود إلى امته العربية وإن كان جسده مثخناً بالجراح العميقة. فماذا فعلت قوات الاحتلال بالعراق هذا ما تجيب عنه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في افتتاحيتها (إن العراق المفعم أصلاً بالجروح والاستبداد، تمزق إربا إربا تحت وطأة احتلال كان لزاما أن يقابل بمقاومة عنيفة وكذلك بسبب صراع طائفي وحشي من أجل السيادة والكراسي). وقد قطع التطهير العرقي الطائفي نسيج الأمة العراقية ليس على أساس المحافظات وإنما على أساس شوارع الحي الواحد، فتحول العراق إلى كشكول مخيف تتحكم فيه مليشيات متناحرة في حرب أهلية ذات أبعاد مختلفة. ومن المعتقد أن مئات الآلاف من العراقيين قد قتلوا، كما استنزف مستقبل العراق بعد أن اضطر أساتذته وأطباؤه ومهندسوه وعمال إدارته ورجال أعماله إلى الهروب للخارج. ووصفت الصحيفة الوضع الحالي في العراق، فاستنتجت أنه لم يعد هناك بدائل جيدة فيما يتعلق بحل المعضلة العراقية. وأضافت أنه قد يتم تحييد العراق بوصفه بلداً كما وقع لأفغانستان بعد انسحاب السوفياتيين منها، ويبقى فريسة لأمراء الحرب والمليشيات ومرتعاً للاستبداد ... انتهى فالمطلوب من شعب العراق العظيم أن يتسامى على الجراح وأن يحتسب أبناءه الأبرياء شهداء وأحياء عند ربهم يرزقون وأن ينسوا ماحل بهم من نكبات فالماضي لايمكن أن يعود إلى الوراء أنظروا إلى المستقبل بثقة وأمل فأنتم أيها الشعب العظيم قد ركعتم القوات الأجنبية وأجبرتموها على الفرار والهروب عن بلادكم المقدسة . لقد سطرتم بكفاحكم وصبركم اروع المثل على نهج أسلافكم من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم كالمثنى بن حارثة والقينقاع وغيرهم من أبطال الإسلام في صدر الإسلام كما ركعتم من بعد هولاكو وتيمور لنك. إن بلادكم تملك من المقاومات مالا تملكه دول عظمى فأنتم تجلسون على بحيرة من النفط كثاني أكبر احتياطي عالمي وتملكون العقول والأيدي الماهرة وقبل ذلك الإيمان العميق بالله وقد اثبتم أن قوات الجبروت الأمريكي والبريطاني ماهي إلا نمور من ورق بعد أن صورها الإعلام الغربي بأنها القوات التي لاتقهر. وقفة: قال تعالى: أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد" سورة الزمر آية 36