على الرغم أنه من المعروف علميّاً أن أكثر وسائل النقل والسفر أماناً هي الطائرات .. إلا أن الناس يختلفون في تقبلهم لهذه الحقيقة .. فمنهم من يحجم عن السفر بالكلية بالطائرات ولو جئت له بملء الأرض براهين وأدلة مثل الفنان الراحل (عبدالوهاب) والذي كان لا يحب ركوب الطائرات وغيره الكثيرون .. ومنهم من يقر بذلك ويطمئن .. ومنهم من يكون بين الاثنين بين الإقرار والتخوف .. لكن أن ينام الإنسان في الطائرة فهذه ظاهرة متفاوتة أيضاً بين المسافرين .. فأحياناً ترى أنه بمجرد أن يصعد الركاب على الرحلة ترى بعضهم يسدل الستار أو اللوحة التي تفيد بأنه لا يرغب في الإزعاج سواء للأكل أو لغيره ليغط بعده في نوم عميق والطائرة تقطع الأثير والمسافات، وربما يستغرق نومه طيلة ساعات الرحلة أو بعضها .. بينما يبقى الآخرون إما منشغلين بأجهزة الاستماع والمشاهدة المتوفرة على الرحلة والاستمتاع بالوجبات الساخنة والباردة التي تقدم على الرحلة، وإما متمتمين بأذكار وأدعية طيلة الرحلة وقلوبهم لدى الحناجر تكاد تطير مع طيران الطائرة، وتنخلع لمطباتها في الهواء والتي تحدث بين الحين والآخر بسبب تقلبات الأحوال الجوية. لكن أن ينام الإنسان لدرجة أنه يتخلف ويُنسى في الطائرة ويقفل الباب ليستيقظ بعدها ليجد نفسه وحيداً ولا أحد حوله في الطائرة .. فهذا هو الغريب.. وحقيقة هذا ما حدث لإحدى ركاب الطائرة المتجهة من مطار (واشنطن) إلى (فيلادلفيا) بالولايات المتحدةالأمريكية حيث استيقظت سيدة بعد هبوط الرحلة بساعات ووجدت نفسها وحيدة وتقول إن الرحلة وصلت بعد منتصف الليل في يوم الثلاثاء قبل الماضي كما جاء في أخبار الشبكة العنكبوتية ولكن لم يوقظها أحد حتى وجدها فريق النظافة بعد أربع ساعات من وصولها .. وقالت تلك السيدة: إنني نمت أثناء الرحلة وبعد ذلك استيقظت في الرابعة صباحاً ولم يكن هناك أحد على الرحلة .. ولا أي شيء " بينما ذكر مسؤول الشركة أنهم يحققون لمعرفة السبب وراء عدم إخلاء ونظافة الرحلة فور وصولها. عزيزي القارئ، ترى هل تنام بعد هذه القصة على الرحلة .. على الأقل أخبر جارك أو أحد أفراد طاقم الرحلة بإيقاظك قبل هبوط الطائرة بوقت كاف حتى لا تُنسى وتُقفل أبواب الطائرة وأنت على متنها.. متمنياً لك رحلة سعيدة.