لا أزال اتذكر بين حين وآخر (روابط الحب والتضحية في مجتمعنا والعلاقات الحميمة فيه.. والاعتزاز بكثير من المواقف في الشهامة والمروءة والحياء والبر والمعروف والتفاضل بالكلمة الطيبة من الرجال والنساء.. واستنكارهم تجاوزات احد ضد احد ورفض اي استفزاز يسيء الى الكل نتيجة تصرف أحمق وإيقافه عند حدع بروح لا تقبل بالخطأ مهما بلغ حجمه مادامت المودات اقوى منه وفرض الوقار كأسلوب لحياة قوامها الصدق والرضى بمسيرات لا تتعالى على ممكنات قليلها يكفي للجميع. فلا كيد ولا طيش ولا تعريض ولا كبرياء ولا كذب وكانت كل الطموحات تمتثل للتعليم ومحاسن الأدب. وفي حاضرنا صور فيها من يشوهها عن عمد ليجرح انسانية الآخر وإهانته بتلفيق اتهامات مختلفة تستهلك كل المودات لتلغيها وتمزق كل الروابط والتعامل مع شرف الحياة وإلغائهم بالخصومة والخصام والتعايش بقلق من نزعات الانتقام. ونقرأ الآن ونسمع عن معاناة البعض عن همجية ليس لها اساس في تركيبتنا وحين كان في كل مجلس للصلح بين ذوي القربى وجميع الخلافات سواء كانت أسرية بحيث لا تصل لحد كتابة شكاوي وإشغال الدوائر الحكومية بها فيطول البحث في كتابة الفصل الأخير لنهايتها وقد تستمر لعدة اعوام وقد يموت صاحبها ولم تغلق ملفاتها وكأنها إرث لأبنائه من بعده كما حدث لذلك الرجل في عمره المتأخر ومرضه. واتساع المساحة لقبول مثل هذه الأباطيل يعطل ما هو أهم من هذه الفوضى والتلاعب بكل نواميس الحياة. والقبول بهذا الحال يؤدي بنا الى تحديات وتعديات ليس لصاحبها مكاسب غير الخزي وسوء المصير. والسؤال يفرض علينا أن نكون كلنا لكلنا وبعضنا لبعضنا بعيدا عن ازدحامات مرهقة تلقي بنا في ماهات الضياع بذلك النفور والغرور. وكم نسمع عن مصائب تجدد في كل لحظة لاختراع خلافات وأغلبها قادم من عالم الاختلال فلا تجد رادعا من عقلانية تخزم أولئك وبحزم حتى لا تأخذنا علام الاختلال فلا تجد رادعا من عقلانية تخزم أولئك وبحزم حتى لا تأخذنا العداوة والاعتداء إلى المجهول. والوعي النابه يستطيع برؤية واعية رفض مثل تلك التفاهات حتى وإن ارتفع صوت من يستشعر ظلمه زورا وبهتانا. وتعايشنا بسلم ومحبة وتضحية لا يمكن أن تجرفنا إلى منعطفات أليمة وتصرفات أليمة والإعجاب بالاقتدار وبأغلى ثمن لتحقيق انتصار الباطل على الحق وان هي إلا غرائز يوقظها شياطين الجن والإنس ليجتزىء من يجترىءعلى كل القيم والمبادىء وترديد الكلمة (ما ضاع حق ووراءه مطالب). عجبا اذا سكن في قلوبنا الحقد وسيطرت على عقولنا انحرافات ننسى بسببها عظات كثيرة تسيطر علينا الغفلة عنها وعن مفاجآت الأقدار. وكلنا نحتاج أن نراجع أنفسنا فنتراجع عن أخطائنا قبل أن تدركنا لحظات الأسف على مواجعنا. ويجب علينا ان نكون في محل محسن الظن مع مدركاتنا قبل اتهامنا بموت ضمائرنا. * أديب وشاعر