لقد تطرق الحوار الوطني الثامن والذي أقيم مؤخراً في مدينة نجران والذي تطرق في موضوعاته الى الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين والأخطاء الطبية الجسيمة التي أودت بحياة الكثير من المواطنين سواء كان ذلك في المستشفيات الحكومية أو الخاصة. ويعتبر هذا الموضوع من المواضيع الحيوية والقيمة التي يدور الحديث عنها كثيراً في مجالس المواطنين وكتب عنها الكثير من كتابنا في صحافتنا المحلية والذين يجمعون على تدني مستوى الخدمات الصحية في السنوات الاخيرة بالرغم من المبالغ الكبيرة التي تعتمد لها في الميزانية العامة للدولة والتي تقارب خمسين مليارًا وهو مبلغ يعادل ميزانيات دول وخير دليل على تدني هذه الخدمات كثرة الاخطاء الطبية وتفاقمها. كما تطرق المشاركون في هذا الموضوع إلى الكثير من الموضوعات القيمة التي تهم صحة المواطن وتسعى للنهوض بها من خلال طرح مناقشات وافكار وتوصيات جديدة من أهم هذه المواضيع التي تم التطرق إليها، عن أهمية وجود مراكز متخصصة للجراحة والعمل على إيجاد حوافز مالية وإيجاد لجنة في كل منطقة يكون عملها قياس الخدمات الصحية ومتابعة نشاطها وكذلك تطوير معايير الجودة النوعية في مراكز الرعاية الصحية الأولية لتكون متناسبة مع طبيعة عملها وحتى يتم تعزيز ثقة المواطن في الخدمات الصحية وهو أمر جدير بتحقيقه خاصة أن مراكز الرعاية تقلل من الاقبال على المستشفيات الحكومية من خلال الملفات المفتوحة لكل مواطن ينتمي للحي الذي يسكنه. كما تمت مناقشة ضرورة توزيع جغرافي للخدمات الصحية بين المدن كمًّا ونوعاً حيث اكدوا على ايجاد احصاءات دقيقة عن الوضع الصحي وتوحيد جهود القطاعات الصحية المختلفة من خلال ايجاد علاقة تكاملية، وهو هدف سام من الضروري تحقيقه في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجه المدن الرئيسية كالرياض للمراجعين لها من جميع انحاء المملكة بدواعي العلاج مما يتطلب انشاء مستشفيات حكومية على مستوى جيد ومجهزة بأحدث التجهيزات ومدعمة بكوادر طبية ذات كفاءة عالية. كما أجمع المشاركون على توافر الجودة الطبية والانضباطية في العمل مع ضرورة توازن الخدمات الصحية وتعميمها وتعزيز برامج وزارة الصحة من خلال طبيب لكل أسرة. وفي نظري أن تحقيق برنامج طبيب لكل اسرة كما يحدث في الدول المتقدمة سيكون له دوره الفعال في تفعيل الخدمات الصحية المباشرة وتخفيف تكاليفها وزيادة الوعي الصحي بين المواطنين. وبالرغم من الكثير من السلبيات التي حدثت وتحدث في القطاع الصحي يظل القطاع الصحي يمتلك الكثير من المستشفيات المتخصصة المتطورة والمراكز العالمية التي تقوم بعمليات لا يستطيع الكثير من المستشفيات في العالم القيام بها وتمتلك كوادر طبية متطورة وعلى مستوى عال من الاداء. وقد خرج هذا اللقاء المبارك للحوار الوطني عن الخدمات الصحية في بلادنا بالعديد من التوصيات الايجابية التي ستساهم مساهمة فعالة في معالجة الكثير من السلبيات التي نشاهدها ونسمع عنها في القطاع الصحي فيما لو طبقت. مواجهة الفكر الضال يعتبر الأمن في كل مجتمعات العالم من الاشياء الضرورية ومن الركائز الاساسية في التنمية، ولا يستطيع الانسان متابعة حياته اليومية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية في ظل الفوضى والحروب والارهاب بحيث ينتشر القتل والفساد والسرقة والدمار في ظل انعدام الامن. وبلدنا ولله الحمد عرف عنها نعمة الأمن والامان منذ ان وحدها صقر الجزيرة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. وما قام به بعض شباب هذه البلد في السنوات الخمس الاخيرة من اعمال ارهابية لا تمت للإسلام بصلة من قتل وتفجير وتدمير ونشر الفوضى واستباحة دماء المسلمين هي حالة شاذة وهي عمليات هدفها الاخلال بالأمن ناتج عن اختلال وفساد الأمن الفكري والمعتقدات الضالة التي قام البعض من المجرمين الذين يدعون لأنفسهم أنهم رجال الدين وأنهم يحاربون أعداء الله والمفسدين وهم في الحقيقة المجرمون والمفسدون في الأرض والخائنون لأوطاونهم. ومن هنا نجد ان المسؤولية عظيمة في محاربة هذا الفكر الضال المنحرف والعمل على القضاء عليه بجميع الطرق والأساليب العصرية الدينية والمسؤولية هنا تقع على المؤسسات الدينية والاعلامية والتعليمية والتربوية في نزع هذا الفكر من هذا المرض الخبيث الذي استشرى بين بعض شبابنا هداهم الله لجادة الصواب. ومن هنا نجد كذلك دراسة انحراف هؤلاء الشباب وتعلقهم بهذا الفكر الضال وكيفية القضاء عليه بأسلوب علمي وعصري وإن كنت أرى أن البطالة والفراغ هما من العناصر الرئيسية في انجراف هذا الشباب الذي يلزم أن يتربى على حب الوطن والتضحية من اجله لا محاربته. وإيجاد وظائف لهم تعينهم في الحياة وتساعدهم على الزواج وتحقيق بعض من احلامهم التي يهدفون لتحقيقها. إن محاربة هذا الفكر الضال تقع ايضا على كل مواطن نشأ وترعرع فيه فكيف بالانسان المسلم يرد الجميل بالنكران والجحود والعياذ بالله ومع معرفة هؤلاء ان حب الوطن من الايمان. فاكس:5426713