الشيخوخة المسار الطبيعي للكائن الحي، وهي : بداية مرحلة نهاية مغادرة الانسان هذا العالم ، فلكل حياة اجل، ولكل انسان نهاية محتومة لا ن الخلايا تبدأ في التناقص تدريجيا مع تقدم العمر، وتجد صعوبة في الانقسام والتكاثر الى الابد. ويمكن تعريف العمر المتقدم في السن بأن تراكم تدريجي بطئ للخلايا المسنة قال تعالى في محكم التنزيل : "كل نفس ذائقة الموت". وللحد من معاناة الشيخوخة، والتغلب أولاً بأول على آثارها الضارة على الانسان ان يتخذ من الشيخوخة الشابة طريقا للوصول اليها مع الوقت، وفق وصفة: "كل قليلاً، ومارس الرياض ورياضة المشي، وبعض التمرينات العضلية واقرأ كثيراً". فقد سعى كثير من العلماء خاصة من يعملون في مجال الطب وعلم الاحياء "البيولوجيا" الى ايجاد وسائل تساعد الانسان في عبور محيط الشيخوخة القاسي الذي يتمثل في ضعف القدرات الجسدية والعقلية للاحتفاظ بقوة العضلات ، ونشاط الدماغ حتى آخر العمر. خلصت احدى الدوريات العلمية "الفرنسية" الرزنية العلم والحياة إلى نشر دراسة تحت عنوان "عش دون ان تشيخ" أو عشر بدون شيخوخة" أو "حياة بلاشيخوخة". تمكن العلماء الى فك شيفرة "التركيب الوراثي" لجينات الانسان "الجينوم" وتوصلوا الى ان "حياة اطول ، وصحة جيدة" تضمن الوصول الى شيخوخة اقل تجاعيد ، اوقل اضطراب ذهني: ان تأكل احسن وأقل ، اي ان تأكل اجود المأكولاعت وبكمية قليلة، واحرص على ممارسة الرياضة، وان تقرأ وتفكر أكثر. فمع التقدم في السن تظهر ملامح الشيخوخة المتمثلة في انخفاض نسب مجموعة من الهرمونات. ومن الناحية البيولوجية: الاقلال من الاكل يعني تخفيض الضغط اليومي على الحمض النووي "الوراثي" دي. أن.آيه . ويؤدي الاكثار من القراءة والتفكير الى زيادة الجهد الذهني الذي يترك اثراً ايجابيا في بيئة الحمض النووي ، ويسمح للنشاط البدني "الرياضة" في تجديد "الخلايا" العضلية حتى سن متأخرة. فالعقل الانساني يشبهه عضلة لها مواصفات خاصة بها تتخصص في وظائف التكفير، إذا لم يعمل الدماغ فإنه يضمر ويشيخ ، مثل القلب اذا لم يتحرك عن طريق الرياضة يضعف. والعقل يعمل بواسطة المطالعة "القراءة"، وتبادل الافكار والعمل اليدوي ، واللعب بإيجاد حلول ذهنية ، مثل : اللعب بالارقام وحل المعادلات الرياضية وغيرها من النشاطات التي تحرك خلاليا المخ وتنشطها، وتترك أثرا ايجابياً مباشراً على بنية الحمض النووي خصوصا ان الابتعاد عن الروتين والتكرار يولد الخمول والكسل ، ولا يترك آثاراً ايجابية مباشرة على فعالية الوظائف الذهنية. وكشف الدراسة ان "الدماغ" لايضيع الكثير من خلاياه بمرور السنوات كما كان يعتقد خطأ بل انه لا يفقد اكثر من 10 إلى 20 في المئة من الخلايا بين عمر العشرين والتسعين سنة من عمر الانسان. واتضح ايضا من خلال تجارب متنوعة ان هناك ذكريات منسية ظهرت من خلال التمرين العقلي والذهني مايعني ان ثمة جينات ايقظت من سباتها، ولم تكن تلاشت كما كان يعتقد من قبل.