كتبت مقالين عن البريد في أسبوعين متتاليين واليوم سأحاول ان اتابع ردا على مقالين لأستاذنا الكبير الاستاذ عبدالله أبو السمح ليس دفاعا عن مؤسسة تضم بعضا من خيرة عقول شباب الوطن ، ولكن من خلال خبرة متواضعة، ومعلومات استقيتها من بعض المسئولين في المؤسسة، وفي مقدمهم معالي الدكتور محمد صالح بنتن وبعض زملاءه ومن بينهم المهندس سامي العويضي والدكتور عبدالعزيز وزان ، ولعلها وجهة نظر اؤمن بها ، بعد الوقوف على حيثياتها ، اجسدها بعد مقال " واصل .. فشل حاصل " هي ثقافة التقنية وتسخيرها لخدمة انسان الوطن ، تجد التقدير العالمي ولا تحظى بالثقة من البعض ، نتيجة متغيرات التقنية ، وعدم الايمان بامكانية التغيير والابدال نحو الأفضل ، وحاجتها الى التفاعل من قبل المجتمع بكل اطيافه. مؤسسة البريد السعودي سعت قبل البدء بعملية الترميز والترقيم للعنوان البريدي إلى الاعتماد على تجارب الجهات الحكومية للاستفادة منها في العنونة ، إلا أنه تبين لها عدم إمكانية ذلك لأسباب عدة، وهي اقتصار التجارب السابقة على المدن الرئيسية في المناطق، وهذا لا يخدم العمل البريدي كونه يتطلب تغطية كافة مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة، وصعوبة جمع أو ربط المشاريع السابقة لاختلاف الأنظمة المستخدمة لكل مشروع ، كما لاحظت المؤسسة عدم اكتمال تسمية الشوارع أو ترقيم المباني لأغلب مدن المملكة ، إضافة إلى عدم توافر العناوين التي تصدرها البلديات على الرموز البريدية الضرورية للمواد البريدية، خصوصاً وأن العنوان البريدي مبني على أسس ومقاييس تخدم العمل البريدي في إيصال البريد إلى كل عنوان بكل سهولة، وبناء على التجارب السابقة، أخذ البريد على عاتقه إيجاد نظام للعنونة يمكن من خلال تقديم خدماته البريدية للمستفيدين بكل سهولة، وهو ما تجسد في نظام الترقيم الذي استحدثه البريد، والذي يعتمد بشكل أساسي على الإحداثيات الجغرافية للمواقع، من دون الحاجة إلى معلومات وصفية أخرى مثل أسماء الشوارع ، ويعتبر العنوان البريدي أحد أهم مشاريع البنية التحتية التي نفذها البريد السعودي، وهو من المشاريع الخدمية الإستراتيجية على مستوى المملكة،وهو يقدم عنوانا لكل إنسان، ولا يترك بقعة من الارض دون رقم أو رمز ليسهل العمليات البريدية، ابتداءً من استقبال المواد البريدية ومعالجتها وإيصالها إلى مقر الإقامة بلغة رقمية موحدة، إضافة إلى ربط الأنظمة البريدية مع بعضها البعض ، ويعد العنوان البريدي " واصل "عنصراً رئيساً من عناصر تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية في المملكة، وأساساً مهماً ومتميزاً للبنية التحتية في المشاريع الوطنية الطموحة المرتبطة بهذا العنوان، كما يمكن استخدامه كطريقة حديثة للاستدلال على العناوين بيسر وسهولة، ما يمكّن مختلف القطاعات من استخدام آلية العنوان كمرجع رئيس لتحديد المواقع المختلفة، وبالنسبة للخدمات غير البريدية التي يمكن الاستفادة منها من خلال المشروع، فتتمثل في إثراء المعلومات الوصفية للمواقع بشكل كبير لتستفيد منها الجهات الخدمية الأخرى ، وربما امكن الاستفادة منها في رؤية التخطيط المستقبلية للقطاعات كافة . سيدي ابو ضحوك هي منهجية للبناء الاستراتيجي ، حاضرا ومستقبلا وتحتاج الى تفاعل الجميع.