معرض القاهرة الدولي للكتاب يعتبره المثقفون في مصر بمثابة مناسبة وطنية لغسل همومهم وصرف ما يدخرونه طوال العام على تغذية عقولهم قبل بطونهم حتى أنهم أصبح الكثير منهم يطالب دور النشر بنظام تقسيط مريح حتى يشبع رغبته في البحث والاطلاع والقراءة.والواقع أن هذا المعرض السنوي المهم الذي يدخل عامه ال 40 تقريباً تحول من مجرد معرض لدور النشر العربية والعالمية الى مهرجان ثقافي سنوي يجتمع فيه الكبار والصغار وتنقله شاشات التلفاز خاصة ندواته الفكرية والعلمية التي تستقطب كبار رجال العلم والفكر والادب على مستوى العالم. أما الاسئلة التي يواجهها هؤلاء الادباء والمفكرون من الحاضرين والمناقشات التي تدور محاورها في شتى المجالات وحول مختلف الثقافات تلتهب بالحركة والمستحيل فالجانب الانفعالي الذي يزرع غابة من الاسئلة من المتلقي الى ضيوف الندوات يجعلنا نخرج بكم من المفاهيم الصعبة عن هذا العالم الذي نعيشه وبحيادية فإن تقزيمنا الثقافي والأدبي في عالمنا العربي الى قتل روح الابداع مبكراً لدى الاطفال يجعلنا نسأل أنفسنا عن خطايا الانسان والشر والقسوة التي يعانيها طفل فلسطين والعراق وافغانستان والصومال.البركان الابداعي الذي يولد مع الطفل يتصادم بجداول نهرية متدفقة من الجوع والحرمان والألم لتشكل في النهاية انطباعاً يائساً في بناء حضارة الانسان في جحود الزمن الطاغي الذي تشابكت خطوطه السياسية وكسرت وجدان هؤلاء الأطفال. أعود للمعرض الدولي للقاهرة للكتاب وأحلم أن يكون طوال العام بدلاً من عشرة أيام وأسبوعين فقط كل عام وأتمنى أن تتسع دائرة المعرفة والثقافة وتبادل المعلومات بين دولنا العربية لنراه بكل تفاصيله في كل بلد عربي ولكن ماذا نفعل اذا كان نصيب الانسان العربي من الكتاب يصل الى اقل من نصف في المائة. Email: ALKhan [email protected]