** الكتابة "بالنيابة أو الوكالة" أمر قديم جداً حتى يكاد يكون من المسلمات في عالم الادب والشعر فمن المعروف ان تشتهر قصيدة لفلان والناس تعرف انها ليست له بل لآخر وان ذلك الكتاب ليس لحامل الاسم عليه أي علاقة بموضوعه، ومن الطرائف في هذا الامر ان أحد الذين يكتب "لهم" اراد ان يتحايل على الامر فراح واشترى قلماً فاخراً واعطاه "للكاتب السري" قائلاً له خذ هذا القلم ولا تكتب أي مقال باسمي الا بهذا القلم ارجوك ان تلتزم بذلك . عندها سأله اخونا "الكاتب الفعلي" لماذا هذا الاصرار منك على ان اكتب بهذا القلم؟ .. رد عليه : عندما ينشر المقال تحت "قلم فلان" يكون الأمر صحيحاً وأكون صادقاً. احد الزملاء عندما سمع هذه الحكاية ضحك بشدة على إخلاص وصدق ذلك "الكاتب" الموهوم ولكنه تساءل هذا عندما كانت الكتابة بالقلم.. الآن تغير الامر واصبحت الكتابة على هذا الجهاز "الحاسوبي" الكمبيوتر، فماذا يكتبون؟ هل يقولون "بكمبيوتر" فلان!! يقول صديقنا هذا، وهو أحد مسؤولي النشر في احدى الصحف، كان احدهم وكان دكتوراً في احدى الجامعات يرسل لي كل اسبوع مقالاً مكتوباً بعناية شديدة وتشكيل بعض الكلمات وكنت حفياً بما يكتب الى ان كان ذات يوم وبعث لي بمقالة ولكنه هذه المرة مكتوب بخط يده فكانت الفاجعة المرَّة لي وأنا أقرأ اسم الدكتور على الموضوع وكنت غير مصدق ما أقرأ حيث الاخطاء اللغوية بل والاملائية وتفكك في ربط الموضوع وتهلهل في صياغة الاسلوب، ومن يومها لم أعد أنشر له شيئاً ويا ما في الجيب يا حاوي.