قناة الاخبارية استضافت مساء الاربعاء الماضي في برنامجها الناجح "التقرير" د. منصور كدسة عضو الشورى السابق والخبير في الاعلام، ورغم انني لم أستمع الى الجزء الاول من الحلقة الا انني اعجبت بما تحدث به د. منصور وهو الخبير في الشأن الاعلامي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ورئيس قسم الاعلام في جامعة الملك سعود لثلاث فترات.. كما كان لمداخلة د. محمد الحيزان المستشار ومدير عام الاعلام والعلاقات بوزارة التعليم العالي الاضافة المكملة لحديث وموضوع الحلقة باعتباره ايضا استاذاً سابقاً للاعلام في جامعة الامام في الرياض.. كان الحديث حول ما قدمته أقسام الاعلام في جامعات المملكة وقد وصف د. كدسة خريجي اقسامنا الاعلامية بأنهم مثل "طبيب الامتياز" يحتاج لسنوات للتخصص مع تأكيده على أقدمية اقسام الاعلام لدينا والتي بدأت منذ أكثر من نصف قرن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. واعتبر د. منصور ان خريج الاعلام يحتاج للكثير من الوسائل والاحتياجات وأماكن التدريب وغير ذلك مما يساعده في تطبيق ما درسه مشيراً الى ان الصحف في سباق مع العمل الصحفي، وكما قال ليس لديها الوقت لتدريب طلاب الاعلام سواء اثناء الدراسة او بعد التخرج.. الحلقة تحدث فيها عدد من المتصلين من خارج الاستديو كما عرج مذيعها على "الانتاج" وقد اعجبني د. منصور وهو يصف العالم الثالث بأنه لا يستطيع ان يقوم بإنتاج "مسلسل كرتوني للاطفال" مستشهداً بعمل عمر المختار الذي قال ان جميع تجهيزاته من الخارج مشيرا الى "الهند" وجودة انتاجها وأسبقية خبرتها معتبراً اننا في الدول العربية ليست لنا علاقة بصناعة العمل التلفزيوني والبرامج.. وان كل ذلك من الأعمال المكلفة جدا وتحتاج للكثير مما نفقد في عالمنا العربي. وما أرغب في اضافته ما استشهد به د. منصور من وجود معهد الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الاعلامي عن طريق المؤسسات الصحفية وفي رأيي ان اكثر الصحف تستقبل الراغبين في العمل الاعلامي سواء الحاصلون على شهادة الاعلام في الصحافة أو بدونها وتعمل على منحهم الفرصة من البداية الأولى دون توجيه الا ما ندر ولذلك تجد ان الصحفي المحترف في صحافتنا يعد نادراً ويحتاج لسنوات حتى يجيد العمل الصحفي بأنواعه خاصة البعيدين عن المركز الرئيسي والتي اقتصرت علاقتهم بالعمل في مكاتب الصحيفة.. لقد كنت وجيلي من المحظوظين عند بدايتنا في العمل الصحفي في منتصف التسعينات الهجرية في "البلاد" بوجود اساتذة عملوا على توجيهنا واذكر منهم استاذنا د. هاشم عبده هاشم، ولم يتركونا للظروف والايام، لكن صحفي اليوم يقضي سنوات طويلة وهو لا يستطيع ان يتجاوز كتابة الخبر ناهيك عن ثقافة اللقاءات وطرح الاسئلة وحضور مختلف المناسبات وأسأل: لماذا لا تعمل الصحف على تدريب وتثقيف ابنائها في بدايتهم والحرص على تعيين صحفي جاهز مما يقلل من فرص الصعود وصقل المواهب والدفع بالشباب وتركهم لجهودهم دون توجيه وهو ما نراه في الميدان وفي كل الصحف تقريباً الا ما ندر.