الفساد الذي تسبب في أحداث جدة ويمارس في أماكن أخرى بصورمختلفة يعتبر مرضاً في جسد الوطن تفوق أضراره أنفلونزا الخنازير أو حتى الصراصير، وقد أوضحت الأشعة المقطعية الواقعية علة الجسد المزمنة فتأكدت الضرورة لتدخل جراحي إداري عاجل لبعض أنظمة وإجراءات الوزارت الخدمية يتضمن زراعة واستئصال لبعض اللوائح المالية / الإدارية و البرامج الرقابية نلخص منها التالي: * إلزام كل من يُعيَن على وظيفة مدير، مدير عام، وكيل وزارة أو وزير على أنه سيبقى مسؤولاً عن قراراته إلى عشر سنوات بعد مغادرة المنصب + تطبيق شعار (لا منصب بدون برنامج) بالنسبة للمناصب الجديدة أو للاستمرار في الحالية، يشترط أن يكون البرنامج واضح الأهداف، قابلاً للقياس وملموس النتائج لفترة أربع سنوات يقدمه المسؤول الحالي أو المرشح ليتم بناءً عليه اختيار الشخص المناسب للمنصب ولن يكون للأقدمية أو المحسوبية تفضيل قبل البرنامج + إخضاع أداء كل مسؤول لتقييم سنوي لمعرفة نسبة ماتم تنفيذه من البرنامج المقدم وإزاحة من يفشل في التنفيذ لعدم القدرة مما يرفع روح التنافس بين المجتهدين ويحد من تقدم المتسلقين + الإرتقاء بأنظمة الخدمة المدنية التأديبية وأداء هيئة / ديوان الرقابة ليواكبوا متطلبات التشغيل العصري. * تنفيذ تغيرات جوهرية تطويرية في نظام المناقصات العتيق وتسليحه بنقاط تفتيش لاتسمح للفاسدين بالمرور أو التحكم بالنتائج مع توسيع دائرة المنافسة في تنفيذ المشاريع + تطوير بعض الأنظمة القديمة لوزارة المالية في ما يخص أهداف وآلية العمليات المالية للوزارات الخدمية + تقديم حوافز مشجعة للمخلصين بحيث يعرف المجتهد أن سعيه سوف يُقَدر وله نصيب في ما وفر. * إصدار أنظمة صارمة لمعاقبة مختلف الفاسدين تفوق المبالغ التي قد يسرقونها أو يمررونها بحيث يعرف الفاسد أن فعله لا يستحق المجازفة مقابل العقاب المنتظر الذي يطبق على القطاعين العام والخاص + تجريم العادة السيئة المتفشية في المشاريع (التعاقد من الباطن) ليقتصر تنفيذ المشروع على مقدم العطاء ويُفهم المقاول والمسؤول قانونياً أن فساده وتواطؤه سوف يكون وبالاً على مستقبله وممتلكاته وسيطالب دولياً + إعتماد أسلوب الرقابة التشعبية من خلال تطوير برنامج مكافأة مجزية للعاملين في جميع الوزارات المعنية وكذلك المختصين من خارجها للتبليغ عن الفساد في المشاريع وتكاليفها الفلكية مع دعم وتطوير فاعلية جهاز المباحث الإدارية إلكترونياً. تؤكد التجارب المتقدمة أنه بإجراء هذه الجراحة سوف يكون لجسد الوطن مناعة ضد تنصيب أصحاب الفكر الفاسد وغير الأكفاء، عندها سيتصدى النظام للكائنات الضارة ويقول لهم: الميدان ياحميدان. ** يوم الأحد القادم إن شاء الله نقدم المضاد الحيوي الفعال لالتهابات مشاريع المناطق. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا