تولي الدولة رعاية واهتماماً متعاظماً للخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن ويلمس الحجاج كل عام أمرا جديدا يسهل أداء مناسكهم بيسر وسهولة، فتم التعاقد مع الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية التي تنفذ مشروع قطار المشاعر المقدسة من عرفات إلى مزدلفة فمنى ربط الخط بالحرم ومطار الملك عبدالعزيز بجدة بمواصفات عالمية، وستكون مدة تنفيذ المشروع سنتين من تاريخ الترسية حيث تم بدأ التنفيذ الفعلي لمشروع قطار المشاعر الذي تبلغ تكلفته نحو 6.5 مليار ريال في شهر محرم الماضي في جنوب المشاعر المقدسة، إذ ان معظم السيارات التي تدخل للمشاعر تعود لحجاج الداخل والبر ودول مجلس التعاون الخليجي الذين تقع معظم مخيماتهم جنوب المشاعر المقدسة، الأمر الذي سيسهم في سحب نحو 53 ألف مركبة. 35 % من الطاقة الاستيعابية لمشروع القطار السريع في المشاعر المقدسة سيكون جاهزا في حج العام المقبل 1431ه، وسيعمل القطار بكامل طاقته الاستيعابية في موسم حج عام1433ه. ويصل ارتفاع قطار المشاعر عن سطح الأرض في بعض المناطق بنحو 8 أمتار وفي مناطق أخرى يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار وذلك لمنع تسببه في عرقلة حركة المشاة أو السيارات التي تنقل الحجاج من منى إلى عرفة ومن عرفة إلى مزدلفة ثم إلى منى، ويعمل أيضا في أيام التشريق كما يتيح لسكان مكةالمكرمة استخدامه في رمي الجمرات ومن ثم العودة إلى مواقف السيارات .. والقطار سيمر بثلاث محطات في مشعر عرفات ومزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بمنشأة الجمرات، مشيرا إلى أن القطار يتميز بالسرعة والارتفاع عن الأرض وبقربه للمشاة والمحطة. وعند اكتمال المشروع سيوفر خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة مما يعكس الأثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة . ومن بشائر الخير لمشروع قطار المشاعر الذي يعمل به أكثر من خمسة آلاف عامل صيني، أنعم الله باعتناق الإسلام على أكثر من 730 عاملا من خلال الجهود المباركة من قبل الإخوة الأفاضل لدى مكتب توعية الجاليات الإسلامية بمكةالمكرمة حيث كان لهم دور بارز بالتواصل مع العمالة الصينية في مواقع عمالهم وتم تزويدهم بمجموعة من الكتب الإسلامية باللغة الصينية فكان لها أكبر الأثر للتوعية ونشر الإسلام لدى العمال الصينيين. والإسلام ليس غريبا على الصين والصينيين فقد وصل المسلمون للصين فى أواسط القرن السابع الميلادي، من خلال مبعوثين وتجار عرب حاملين معهم القيم والتقاليد الإسلامية العريقة والتعاملات المبنية على الصدق وحسن الخلق مما انعكس إيجابيا على نشر الدعوة الاسلامية، وتصل نسبة المسلمين في الصين 1.5% من إجمالي سكان الصين، فإن إجمالي عدد المسلمين في الصين يتجاوز 25 مليونا والأحياء الإسلامية تنتشر فى عموم الصين إلا ان اغلبهم فى شمال غرب الصين وان حوالي عشر قوميات من أصل 56 قومية تدين معظمها بالإسلام، وهى: هوى والويغور والقازاق والقرغيز والاوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وبونان. ويوجد وفى الصين اكثر من 39 الف مسجد يرفع فيها الأذان. أخيرا: نأمل أن يحظى مكتب توعية الجاليات الإسلامية بمكةالمكرمة بالدعم المعنوي والمادي ليوصل العطاء المتميز في نشر الدعوة الإسلامية لأننا نتطلع لدخول مزيد من العاملين الصينيين في قطار المشاعر.