المجتمع السعودي المسلم والحمدلله يتميز عن باقي المجتمعات بالعقلانية والرزانة والاحترام وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وحب الذات وتقديم المنطق والعقل والحوار الإيجابي عن التمسك بالرأي الخطأ ومع وجود كل النماذج الصالحة في مجتمعنا الفاضل إلاّ أنه مع الأسف توجد قلة لا تذكر تحرص على إلحاق الضرر بالآخرين وبالرغم من ضآلة وجودها لكنها تؤثر يشكل قوي.. مع أنه كان يمكنهم اللجوء للحوار البناء ومناقشة الآخرين بعقلانية والامتناع عن ايذاء الآخرين الذي يحض عليه ديننا الإسلامي والقرآن.. ولكن الكمال لله وحده.. بعض الأشخاص لا يقتنعون بالحلول الوسط ولا يعترف بالخطأ ولديه تصور وحيد: إن لم تكن معي فأنت ضدي. وهذا مفهوم وتصور خطأ فلا يوجد الإنسان الكامل والخالي من العيوب والمتمتع بالجواب الصحيح والعقل الراجح دائما وأبداً وإلاّ لما دأب على التعلم والبحث وزيادة المعرفة واكتفى بما لديه ولكن مع كل موقف يمر به الإنسان يجد أمامه أموراً لا يعرفها وأشياء لابد له من تعلمها لحاجته لها في مستقبل حياته لذا فما تمسّكه برأيه مع قناعته بخطئه إلاّ من باب العناد وحب الضرر للآخر ويخشى التراجع عن موقفه حتى لا يقال إنّه انتصر عليه صاحب الرأي الآخر وهذا تصور قاصر يدل على ضآلة تفكير صاحبه فالرجوع عن الخطأ فضيلة واصلاح ما انكسر قوة وشجاعة واعادة الحق لأصحابه شرف وعزة.. واحترام رأي الآخرين رفعة وسؤدد والتمسك بما نصح به الإسلام قيمة وسمو.. أفلا نبحث عن الفضيلة..والبعض قد ارتضى لنفسه أن يكون تابعا للآخر يأتمر بما يقول وينفذ ما يرغب ويدافع عنه حتى بدون وجه حق مع علمه ويقينه بأنه غير صادق فقط من أجل المصلحة الشخصية فيظل في دائرته مقتنعاً بلمسات أصابعه على رأسه فتغمره السعادة لأنه نال رضاه فيظل طوال حياته قابعا بجواره فقد الإحساس والكرامة ولم يعد يهمه أن يظلم غيره أو يؤذيه المهم رضى سيده وعند انتهاء الحاجة إليه يتم البحث عن غيره أكثر فائدة، أما هذا فمصيره الإهمال والنسيان..وساعتها يردد..أليست كلمة الحق أغلى من كل كنوز الأرض.. اللهم اهدنا جميعا وارشدنا إلى طريق الصواب وفعل الخير وقول كلمة الحق يارب العالمين. "لا يصح الا الصحيح" هذه العبارة المشهورة الصادقة في كل ما تحويه من معان فالصحيح هو الشيء الوحيد الذي لا بد من ظهوره وعودته مهما طالت المدة ومهما تعاقبت الايام والشهور ومهما كثرت الضحايا فلابد من ظهور انواره تنبئ عن قدومه شامخ الرأس وليس هناك داع للاستعجال ولا يجب ان يفرح من اخفى "الصحيح" فلن يطول الانتظار حتى ولو حاول ان يطمسه، ألا يفهم انه "الصحيح" حتى الشوائب المدبرة لا تعلق به..! ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل.. ما اجمل هذه الحكمة وما اعمق معانيها وهي تحث على عدم فقدان الامل والتمسك بأبواب الفرج وعدم اليأس والاحباط فسبحان مغير الاحوال الذي يلجأ اليه كل البشر لا يطلبون العون إلاّ منه ولا يستعينون الا به فهو العادل العالم بما تخفي الصدور يمهل ولا يهمل وعنده الحق ولا شيء غيره فلا تحايل ولا تلاعب ولا جور ولا اعتماد على المظاهر والقشور، فالكل سواسية والحق يعود لصاحبه مهما طال الوقت وكثر المضللون والضالون ومساندو الباطل. مكةالمكرمة جوال 0500093700