وأمام اشتداد المعارضة تراجع البرلمان وألغى الضرائب ما عدا ضريبة الشاي، ثم بعد ذلك سُنت قوانين عديدة لايفسح المجال لذكرها بالتفصيل، الأمر الذي جعل الأمريكيون يعارضون معارضة شديدة. وبدأ الأمريكان يطالبون بالاستقلال عن طريقة المقاومة والحرب وكان قائد جيوش أمريكا جورج واشنطن وبدأت الحرب في عام 1776 وأخذت الحرب بين كر وفر وتراجع الجيش الأمريكي وتقدم الجيش البريطاني وبعد أعوام عديدة استطاع الجيش الأمريكي إلحاق الهزيمة بالجيش البريطاني في عام 1781، وفي 3 سبتمبر 1783 بات الأمريكيون أحرارا في أن يقيموا تجمعا جديدا وفق الأفكار السياسية التي آمنوا به، وفي 25 مايو سنة 1787 التقى في (فيلادلفيا) 55 مندوبا يمثلون اثنتي عشر ولاية عدا (رد ايلاند) وقد اختار الجميع (جورج واشنطن) رئيسا للمؤتمر وتمكن بعض الزعماء مثل (ماديسون وهاملتون) من السيطرة على الأكثرية وتوجيه المؤتمر نحو تحقيق نظام حكومي جديد، واقروا إلغاء شروط الاتحاد الكونفدرالي وأخذوا يعملون لوضع دستور جديد للبلاد. وفي أثناء جلسات عمل المؤتمر تقدم عرض على المؤتمر بمشروعين أحدهما هو مشروع (فرجينيا) الذي قدمه (ماديسون) المعروف بأبي الدستور الأمريكي والذي يمثل مصالح الولايات الكبرى ويقترح فيه (ماديسون) شكلا لحكومة وطنية يتولى السلطة التشريعية فيها مجلسان أحدهما يمثل فيه الولايات بما يتناسب وحجمها وثروتها وينتخب الشعب الأمريكي المجلس الآخر، ويهدف مشروع فرجينيا إلى الإقلال من سلطة مجالس الولايات وجعل المواطنين يمثلون في الكونغرس ويحكمون من قبله وفي هذا تجاوز لسلطات الولايات. أما مشروع نيوجرسي كان أكثر حذرا ويمثل مصالح الولايات الصغيرة المتخوفة من سيطرة الولايات الكبيرة وطغيانها وسيطرتها على الكونغرس إذ أقر مشروع فرجينيا وطالب مندوب نيوجرسي بمجلس واحد تتساوى فيه الولايات في التمثيل على أن يمنح الكونغرس السلطة لفرض الضرائب، وتنظيم التجارة. وبعد مداولات في المؤتمر توصل الفريقان لاتفاق يقضي بأن يتألف الكونغرس الجديد من مجلسين مجلس النواب، ومجلس الشيوخ على أن تمثل في المجلس الأعلى كل ولاية بعضوين مهما بلغ تعداد سكانها ومساحة أراضيها، أما المجلس الآخر فينتخب نوابه مباشرة من قبل الشعب وترسل كل ولاية عددا من النواب يتناسب مع عدد سكانها. وقد واجهت المؤتمر عقبة أخرى متمثلة بأن مندوبو الولايات الجنوبية طالبوا بأن يؤخذ بعين الاعتبار عند تحديد عدد نواب كل ولاية في مجلس الممثلين مافيها من العبيد والأرقاء. بالرغم من أن هذه الولايات لم تكن تعطيهم حق الاقتراع وذلك لزيادة ممثليها وبعد نقاش وتسويات عديدة اتفق المؤتمرون على أن يحسبوا ثلاثة أخماس المواطنين العبيد ضمن سكان الولاية وبذلك يزداد عدد ممثليها في المجلس ثم جرى بحث قضية تحديد صلاحيات كل من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات ووافق المؤتمرون على إعطاء السلطات الفيدرالية الصلاحيات الكبرى العائدة للمصالح المشتركة بين الولايات الأعضاء كالضرائب التي عينها والنظام والأمن العام في الأراضي الأمريكية والدفاع عنها والشئون الخارجية والاقتصاد العام والجمارك والنقد والتجارة الدولية. فسلطة الحكومية الفدرالية إذا محدود في المجالات المذكورة أعلاه، بينما بقيت سلطات الولايات ضمن أراضيها، بمعنى أن لها الحق والحرية في ممارسة كل الصلاحيات والشئون التي لاينص الدستور على جعلها من حق الحكومة الفيدرالية وكل واحدة من الولاياتالأمريكية حرة في اختيار حكوماتها ومجالسها وقوانيها وهي لاتخضع بشكل من الأشكال لسلطان الحكومة المركزية ورقابتها. وقد تم الاتفاق أيضا على جعل الدستور الأمريكي المقترح قابلا للتعديل ضمن شروط محددة، وقد دخل عليه بالفعل منذ وضعه موضع التنفيذ حتى الآن أكثر من اثنين وعشرين تعديلا اقتضتها ضرورات تطور وأحداث الحياة الأمريكية. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752