صوب الشمس يطير حنيني.. يستقبل طلوعك ويرمي بولعي في احتدام هذا الصهد لعله يهدأ. تشعلني الذكريات .. أتحّول إلى موال صاخب كل الذي فيه اطلال.. وكل الذي حوله أكوام من الشجن. تموت الأشجار واقفة .. وتهاجر الطيور من أوكارها بحثاً عن الفضاء الرحب الذي يمنحها الاثمار.. وتبقى الأشواق وحيدة.. تهمى جموع الغربة على سواعدها فينبت الليل الطويل .. وتأتي الأقمار بالسهر . أزف إلى الشواطئ نهم الأمواج ..أكتبك الحرف الذي لا يصدأ .. وتبقين على الصدر هذا الوهج والألق أخبئ في الأكف التوق.. وأحمل على كتفى الهموم وأناظر الغد الذي لا يأتي فتشتعل النار في الحنايا .. ويكف الزمن عن الالحاح. كلما أهديت صبري للأيام .. زادتني قلقاً وسأماً .. واردتني قاتلاً .. ومقتولاً! عجيب هو الزمن .. غريبة هي الأيام .. اذا أقبلت أنا .. هربتِ أنتِ .. وإذا أقبلتِ أنتِ .. تواريت أنا!! قدرنا أن تظل المسافة بيننا منتشية بالغياب .. وحظنا أن نبقى كالاصعبين اللذين لا يلتقيان!! وقفة كلما تجددت الذكرى .. كثرت مواجعي .. واستبد بي الأنين .. وأصبحت كالشمعة التي تحترق .. وتحترق .. حتى تتوارى عن الحياة. معادلة ليس صعباً أن نحب .. الأصعب الا نحب فنحترف الخواء .. ونصبح أطلالاً متهدمة يأكل بعضها بعضاً! اتكاءة الغد الجميل هو الذي يقودنا نحو أمانينا فتتحقق .. والغد الأجمل هو الذي يجعلنا السعداء بأمانينا. في الصميم اعطني لحظة حب دافئة .. لأعطيك عمري الذي لا يهون. بين نبضي وأنفاسي يدهشني تسللكِ هذا الى كل أجزائي .. وفواصلي.. .. أنتِ بين حروفي .. ماكتبت سطراً إلا وكنتِ الكلمة الوحيدة.. والجملة الوحيدة.. والمعنى الوحيد. .. أنتِ بين أصابعي .. مثل هذا الهتاف الذي يتردد فيكون صداه معه أبداً. .. أنتِ بين نبضي وأنفاسي .. تماماً .. كأنكِ التوأم لروحي.. فلا تشرق إلا بكِ .. ولا تتألق إلا معكِ مدهشة - سيدتي - ما تواصلت ايامي الا وكنتِ هذا التوهج الذي يضيئها بالتوحد والانشراح . رائعة .. وأنتِ هذا الفجر الدائم لسنين عمري .. ما أشرقت شمسكِ إلا وكنت الانسان السعيد .. وماهمت في أذنيك إلا وكنت السعيدة. أنا وأنتِ .. الزمان .. والعمر .. والحياة .. كلما مرت الأيام كبرنا وكبرت معنا أمانينا.. وتواصل جموح حلمي وحنيني.. أحلى الكلام شعر/ نزار قباني إرفعي يَدَيْك ِ عن عاداتي الصغيرةْ وأشيائي الصغيرِة عن القلم الذي اكتُبُ به.. والأوراقِ التي أُ خربشُ عليها.. وعَلاّقةِ المفاتيح التي أحُملها والقهوةِ التي أحتسيها.. ورَبْطات العُنُق التي أقتنيها إرفعي يَدَيْكِ عن كتابتي فليس من المعقول أن أكتب بأصابعكِ وأتنفّس برئتَيْكِ.. ليس من المعقول أن أضحك بشفَتِيْكِ وأن تبكي أنتِ بعُيُوني!!