طلب بعض القراء من تابع حلقات الرئيس لانسانا كونتي في هذه الجريدة الرائدة ان اذكر ما اعرفه عن غينيا بحكم عملي فيها لمدة قاربت أربعة أعوام، ونزولا لرغبتهم انقل بعض ما جاء في مقدمة ومدخل كتاب بعنوان "غينيا منذ الاستقلال وحتى اليوم". في القاموس تعني كلمة غينيا Guinea الجنيه الانجليزي الذي يساوي واحدا وعشرين شلنا، وتعني "غينيا" بلغة السوسو "اللغة المحلية": المرأة. وتوجد على الكرة الارضية اربع دول تعرف ايضا باسم "غينيا"، ثلاث منها مضاف اليها بصفة تميزها عن الأخرى، وهي: غينيا، موضوع المقال تطل على المحيط الاطلسي "الاطلنطي"، وتحيط بها ست دول افريقية مستقلة، وهي: السنغال ومالي وغينيا بيساو في الشمال، وساحل العاج في الشرق، وليبيريا وسيراليون في الجنوب. وتبلغ مساحتها نصف مساحة جمهورية فرنسا، أي 96.800 ألف ميلع مربع، عاصمتها مدينة كوناكري. كانت غينيا مستعمرة فرنسية، واستقلت في 2 أكتوبر "تشرين الاول" عام 1958م. عرفت غينيا سياسيا بالطفل المزعج في عهد الاستعمار، وافريقيا بخزان افريقيا الغربية كلها لأن اغلبية "الانهار" منبعها من هناك. ولؤلؤة افريقيا طبيعياً لما حباها البارئ عز وجل من موارد وثروات طبيعية وفيرة، واماكن جميلة فاتنة، وبمناطق مختلفة، في الطقس والنبات والمواقع التاريخية والعادات والتقاليد والاعراف، فغينيا السفلى: تمتد على طول المحيط الاطلسي، ومناخها ممزوج برياح موسمية وامطار غزيرة. وغينيا الوسطى: تحيط بها الجبال الشاهقة، ومناخها معتدل الحرارة، ويطلق عليها سويسرا الغينية. وغينيا العليا تكثر فيها الهضاب والسهول المغطاة بالاعشاب الخضراء، ومناخها جاف. وأما غينيا الغابية أو غينيا الغابات فتكثر فيها الغابات الكثيفة والاشجار العملاقة، ومناخها معتدل. والتاريخ السياسي لغينيا مر بمرحلتين: المرحلة الاولى مرحلة الاستعمار، والثانية مرحلة الاستقلال. والمرحلة الأخيرة: مرت بفترتين مختلفتين في النهج أولاهما تعرف ب"الجمهورية الأولى" جمهورية أحمد سيكو توري الذي تولى الحكم فيها في 2 اكتوبر "تشرين الاول" عام 1958م وحتى 26 مارس "آذار" عام 1984م. وثانيتهما: يطلق عليها الجمهورية الثانية، جمهورية لانسانا كونتي الذي تولى الحكم منذ 3 أبريل "نيسان" عام 1984م وحتى وفاته منذ بضع شهور عام 2009م "1430ه" أي استمر حكم لانسانا كونتي لغينيا اكثر من خمسة وعشرين عاما في الفترة من عام 1984م وحتى عام 2009م.