بشرى العوام، أنت يا رمضان=هتفت بك الأرجاء والأكوان والشعر والأفكار، وهي عتية=ينتابها لجلالك الإذعان لك في السماء كواكب وضاءة=ولك النفوس المؤمنات مكان الشرق، يرقب في هلالك طالعاً=يعنو لديه، الكفر والطغيان وبك استهام فؤاد كل موحد=يسمو به الإخلاص والإيمان سعدت بلقياك الحياة، وأشرقت=والنهل منك، جمالها الفتان وتعلمت منك الحصانة والحجى=فانجاب عنها، الهم والخذلان وتذكرت فيك العروبة، مجدها=هل مجدها، إلا الذمار يصان يا باعث الآمال، تخفق ثرة=بالخير، ليس يشوبها بهتان ومحرر الأخلاق، من قيد الهوى=إن عمها من زيغه طوفان بشراك، تفتر الثغور، لوقعها=جذلا، ويخفق خاطر وجنان والبشريات صدى النعيم المرتجى=نصت به الآيات والأيان ما إن تمرد عن نظامك معشر=إلا وحق عليهم الخسران يا مشعلا قبس الحقيقة، بعد أن=أعيت عن استقصائها، الأذهان ومبدداً حلك الضلالة، حينما=عم الدنا، من زيفها فيضان كانت كما زعم الغواة ( حضارة )=يختال فيها الفرس والرومان ذلت وذل على المدى عبادها=في الغابرين، وشاة منها الشان ولقد طلعت بشمسها، مدنية=مجداً، يسير بذكره الركبان أشرق بنورك في الربوع، وكان لها=أملاً، يزول بلحمة العدوان