.. إن الإنسان حينما ينظر إلى ما حوله يجد نفسه أمام عالم ضخم وقوة عظيمة .. بيد أنه لا يجد صعوبة لسيادة ذاتية رغم تعثره . فسمو الفرد بذاتيته هي إدراك حقيقة نفسيته .. فالإنسان يستمد جهده من نشاطه ..والنجاح هو أن تتحكم في أهوائك وانفعالاتك وقد تصطدم بعوائق تقع تحت تأثيرها فلو لم تكن لديه القدرة في التحكم لانساق وهوى..! كثير منا يحاول التنصل من أفعاله خصوصاً حينما تستهدف لانتقاد أو اتهام من جانب الآخرين.. نعلل ذلك بأننا لم نكن مدركين وغير منتبهين .. وآخرون يدعون أنهم تحت تأثير عنيف .. لكننا نتقبل مديح الآخرين لنا وإطرائهم حينما ينسبون لنا الفضل وآخرون تنسب إليهم أفعال رغم أنهم ألاعيب في أيد تقلبهم كيف شاءت حسب أهواء وأمزجة متنوعة..!؟ * فما من شك أن المثل العليا الجماعية تختلف من بيئة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر.. فلكل مجتمع معاييره الخاصة وأسلوبه في الحكم على الأشياء .. فالناس قد اختلفوا في تصورهم لغاياتهم .. وربما كان تناقضهم هو المسؤول عن ظهور اختلاف ترددهم وتنوع أخلاقياتهم .. فليس من شك أننا ننشد الخير، والبعض من يتعلق بأشياء يعتقد أنها مصدر سعادة له .. بيد قد تكون مصدر قلق وألم والبعض الآخر لا يفكر بمستقبله لإحساسه أن هذا التفكير مبعث شقاء ومصدر هموم فهو بذلك يريد أن يعيش ليومه فقط غير عابئ بعواقب أيامه ..!؟ بيد أن البشر جميعاً ينشدون السعادة فهي خير يحقق الانسجام فيما بينهم .. والإنسان يستشعر بالسعادة حينما يحقق ما يصبو إليه فتوافقه مع نفسه هو السعادة بعينها فهو حينما يريد حياته إنما يريد سعادته .. وقد يحدث أحياناً أن تتشابك مصالح الأفراد بين بعضهم البعض فيعتقد منهم أن تحقيق سعادته مبني على حساب الآخر عندئذ ينتج في ذات ذاك الفرد نوع من حب الذات أوالأثرة فتتغلب منفعته على منفعة الآخر إذاً.. ألا يجدر بنا أن نسعى لتحقيق السعادة لللآخرين بجانب تحقيق السعادة لأنفسنا ؟؟؟ .. سامحونا!