** اذكر في بداية الثمانينات الهجرية ان تناقل أهل ذلك الحي الخبر الذي كان مدوياً وغير مفهوم يقول الخبر: ان فلانا من الناس "وقد أسموه" قد اشتكته زوجته على مركز شرطة "قباء" لخلاف وقع بينهما، كان خبراً صاعقاً داوياً بل كان غير مفهوم كيف يمكن ان تصل هذه المرأة الى هذا الامر الى مركز "شرطة" هذا غير معقول: يومها ادرك أهل العقل ان "السبحة" قد انفرطت، لقد فقد "الحي" أهل العقل فيه وقد بات لا دور "للعمدة" فيه ذلك الدور الكبير الذي كان يقوم به في لم شمل الاسر، لقد كان الوصول الى "الشرطة" ناهيك عن "المحكمة" أمراً غير مقبول بل غير مستساغ ابداً فالعمدة هو رب اسر ذلك الحي الذين يجدون لديه الرعاية والاهتمام بهم وبشؤونهم كان مركازه هو مؤل شكاياتهم واحتلال حياتهم، لكن تلك الزوجة بشكايتها لزوجها يومها احدثت "خرقاً" في البنية الاجتماعية قد زاد في اتساعه مع الايام حتى أصبح اكثر صعوبة على راتقه فاتسع الخرق على الراتق، ابسط الامور بل واتفهها لا تحل الا عن طريق الشرطة، لقد فقد الحي اولئك الرجال واولئك العمد. لقد توقفت عند كلمة الاستاذ محمد عمر العامودي في اربعائياته "بالمدينة" فأثار لدي شجناً كان مكبوتاً وهو يتساءل عن دور اولئك الرجال الذين كان لهم في حل ولملمة القضايا العالقة بين الاسر ما لهم من دور فاعل فلم يجدوا بعدهم من يحلها الا في أروقة المحاكم انه زمن المر والعلقم.