صدرت توجيهات المقام السامي بالإسراع في إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، لتباشر عملها ضمن استراتيجية النزاهة.. كما تضمنت التوجيهات الكريمة التأكيد على مختلف الجهات الحكومية بتطبيق البندين الأول والثالث من قرار مجلس الوزراء الخاصين بإبرام العقود وتأمين الاحتياجات بالتكليف المباشر، ومعالجة ظاهرة تضخم حسابات العهد بجميع أنواعها. وشددت التوجيهات على الوزراء والمصالح الحكومية بتمكين ديوان المراقبة العامة من ممارسة الاختصاصات المحددة في النظام للارتقاء بالأداء في الأعمال المختلفة خدمة للمواطنين. هذا جزء مما ورد في صحيفة المدينة قبل أيام قليلة.. وأعيده ففي الإعادة إفادة وعلم لمن لم يقرأ أو يسمع عن الخطى الحثيثة لقيام هيئة مكافحة الفساد وتنفيذ توجيهات ولي الأمر حفظه الله بترسيخ الشفافية والنزاهة وحماية حق الدولة والمال العام الذي توفره للتنمية الحقيقية للوطن والمواطن. مشكلة البعض في ظنه وتصوره غير النزيه أن المال العام مشاعا متاحا واتباع النفس الأمارة بالسوء. وبعض الأجهزة الحكومية واأسفاه.. لا تزال تصر على تجاوز الأنظمة وإهدار المال العام.. وسوء استغلال البنود.. إن كان في طريقة إبرام العقود أو غير ذلك من صور ومظاهر استغلال السلطة الإدارية.. أو التغاضي عن فساد مرؤوسين يسخرون وقتهم وأفكارهم في الثراء غير المشروع. هذه ليست أوهاما ولا من الخيال.. بل واقع تدلنا عليه وقائع تكشفت وأخرى تحت المجهر في تقارير الأجهزة الرقابية، والواقع لا يخلو حتى اللحظة.. ومن هذا الواقع اللامعقول أن نجد موظفا غير سعودي في جهة حكومية مسؤولا عن مشترواتها لزوم حفلاتها ومناسباتها وغير ذلك.. وكلنا نعرف مدى حساسية المشتروات وحساسية وظيفة كهذه.. وحجم ما نتعامل به من أموال تنفق. المشتروات في جهات حكومية بالتأكيد ليست كمشترواتنا الشخصية من سوبر ماركت أو محل ملابس كالفالينات الداخلية (نص كم) التي استخدمتها أمانة جدة شعارا لحملتها عن نظافة العروس وعنوانها (النظافة منا وفينا) وحسب ما علمت أن مسئول المشتروات (غير السعودي) يتقاضى فوق خمسة عشر ألف ريال.. وأكتبها بالحروف حتى لا يزيد صفرا أو ينقص آخر خطأ أو سهوا. ما رأيكم إذا كان هذا حاصل في الواقع.. وأكثر من ذلك غرابة عندما نعلم أن موظفا غير سعودي أيضا كان يعمل في شركة براتب أقل من أصابع اليد الواحدة .. ثم انتقل إلى الجهة الحكومية وبراتب يتجاوز أصابع ثلاثة أيدي.. فهل يعطيني أحدكم يدا ليتساعد معنا في العدد واللهم لا حسد!.أما وظيفة صاحبنا إياه ففي إدارة الاستثمار.. طيب دعونا من هذا وذاك.. ما رأيكم إن كان مدير التوظيف غير سعودي ؟!. هذا غيض من فيض يدلنا على حجم التجاوز للأنظمة والتحايل على البنود وغبن المواطن.. وأي مسئول يفعل ذلك هل يقبل به في شركة خاصة له دون عائد حقيقي لكل ريال.. ألا يقع ذلك تحت بند المخالفات والتجاوزات ؟ وتحت أي مسمى وتوصيف تتعامل معه الأجهزة المعنية بالرقابة أو التحقيق وحماية الأموال العامة والتي نقدر جهدها الكبير وحرصها الأكيد وسرعة استجابتها لكل معلومة تؤدي إلى كشف فساد والتأكد منها بدقة لإجراء اللازم في التحقيق والمحاسبة. حقيقة أرى أن الشعار الجديد لحملة نظافة جدة مناسب جدا للإسهام في مكافحة الفساد.. فنظافة اليد لا تقل أهمية عن نظافة الملبس والشارع.. بل هي السبيل للمعنى الأشمل للنظافة والضمير والتوعية.. لذا أستعير اقتراح لصديق بإضافة فلينة رابعة لشعار الحملة وتخصص لنظافة اليد والإدارة في أجهزتنا الحكومية عامة على أن تكون الفلينة الأولى في الترتيب، حتى يستقيم ما بعدها ولا تذهب الأموال الطائلة عبثا إن كان في نظافة الشوارع أو نظافة الإدارة في أي موقع. * نقطة نظام: للشاعر: لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم