مات خمسة من أقربائي نتيجة لحوادث سير متفرقة، أربعة منهم في ريعان الشباب. وأنا متأكدة أن أي شخص يقرأ يمكنه أن يتذكر عددا مشابها أو أكثر لأشخاص يعرفهم ماتوا أو قتلوا في حوادث مرور. كتبت قبل فترة من حرقة أسأل المرور أن يكون صارما في قوانينه وأن يفعّلها، لأن القانون يأتي أولا، وحين يتأصل في الناس اتباع القوانين يأتي بعد ذلك الوعي والالتزام الأخلاقي. أغلب أنواع المخالفات التي ينالها الناس لا تشكل خطرا، وقوف في مكان خطأ، أعتقد أن معظم المخالفات المرورية الصادرة من رجال المرور تندرج تحت هذه الخانة، حين أسير في الشارع، ألاحظ خلال مسافة بسيطة عددا يمشون عكس السير، قطع إشارة، الرجوع إلى الخلف في شارع مزدحم، سيارات مسرعة سرعات خطيرة في شوارع ضيقة أو واسعة داخل المدن، وأقول لكم الحق، لم ألحظ في أي مرة من مئات المرات التي شاهدت فيها مخالفات من هذا النوع سيارة مرور توقف سائقا لتعطيه مخالفة لأحد هذه المخالفات. أين هم رجال المرور؟ أجدهم يوقفون سيارتهم كي يسدوا مدخلا ما منعا للازدحام، أو يقفون في دوار ما ولا أعرف ما هي مهمتهم بالضبط، فكل أنواع المخالفات تحدث في الدوارات ولا أجد أحدا يتم إيقافه. قاطع الإشارة يجب أن يعامل كمجرم قاتل، وإذا كان لا يعرف أن نتيجة تصرفه قاتلة فعلى المرور أن يحرص على إيصال هذه المعلومة بتغليظ العقوبة، أو على الأقل تفعيلها، لم أر قاطعا للإشارة تتم معاقبته وملاحقته. إذا كنا نجحنا في السيطرة على الإرهاب فلابد أننا قادرون على السيطرة على خطر خطف أرواح أكثر بكثير مما خطف الإرهاب. هذا التساهل والتهاون من رجال المرور لا يصح، يجب تثقيف رجل المرور أولا، يجب أن يعرف أن تساهله وتهاونه ليس معروفا وطيبة، بل هو زيادة في أرقام الضحايا من حوادث المرور. أحد أقربائي تعرض لحادث كان سببه مزاح اثنين من سائقي الوايتات في خط داخلي، حين ذهب مع المذنب إلى المرور، اكتشف أنه لا يحمل رخصة ولا إقامة، ما فعله رجل المرور أنه حاول التوفيق واستدرار العطف حتى يسامح قريبي المخطئ، مع أنه من المفترض ألا يسامحه المرور لو سامحه المجني عليه، يسامح كيف والسائق بلا رخصة وكان يمشي في الطريق مستهترا بأرواح الناس، ومع ذلك فلم يكمل المذنب يوما في التوقيف. أيها المرور.. مرة أخرى ومرات كثيرة، الشدة مطلوبة ما دامت أعداد الضحايا في ازدياد، لم يبق سوى أن أقول، أبوس إيدكم حطوا نظام صارم وطبقوووووه من أجل عيالنا وعيالكم.