قال الله تعالى في كتابه الكريم (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) الآية رقم 8، 9 من سورة الممتحنة. قال فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هاتين الآيتين: لاينهاكم الله عن البر والصلة والمكافأة بالمعروف والقسط للمشركين من أقاربكم وغيرهم حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة لا محذور فيها ولا تبعة، وقوله (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين) أي لأجل دينكم عداوة لدين الله ولمن قام به (أخرجوكم من دياركم وظاهروا) أي عاونوا غيرهم (على إخراجكم) نهاكم الله (أن تولوهم) بالنصرة والمودة بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهاكم الله عنه بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين وغيرهم و (من يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما كان ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام وتحت ذلك من المراتب ماهو غليظ وما هو دونه. هذا ما أمرنا الله به أن نتعامل مع الدولة اليهودية التي احتلت أرضنا وشردت أكثر من خمسة ملايين فلسطيني من ديارهم وأراضيهم في جميع أنحاء العالم، ويريد منا سيادة الرئيس أوباما كعالم إسلامي أن نعترف بإسرائيل ونطبع معها العلاقات السياسية والتجارية والاجتماعية، خاصة بعد خطاب نتنياهو ولاءاته الثلاث، لا عودة للاجئين، لا لإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية، لا القدس عاصمة للدولة الفلسطينية والذي يبين أن أقوال سيادة الرئيس أوباما تختلف عن أفعاله حينما انتهى نتنياهو من خطابه خرج يبارك ويؤيد هذا الخطاب. فأوباما في نظري أخطر من سلفه بوش ذلك لأن بوش ناصب العداء للإسلام والمسلمين جهارا نهارا، وفي حين أن أوباما يتظاهر بحبه للإسلام والمسلمين وأشاد في خطابه بدين الإسلام كما استشهد ببعض الآيات القرآنية، وخطابه كان يدس فيه السم بالدسم كما تقول العرب، إذ طلب من حماس نبذ العنف ونسي أن بلاده لم تتحرر وتنال استقلالها من التاج البريطاني إلا بالمقاومة، فأذكره بمعركة بانكرهيل وأذكره بأن الحرب بين انجلتراوالولاياتالمتحدة من أجل الاستقلال بدأت من عام 1777م حتى 1783م حينما نالت الولاياتالمتحدة حريتها. كما أذكره بأن الحرب الأهلية في الولاياتالمتحدة كان من أسبابها الرئيسية أن زعماء الولايات الشمالية يريدون تحرير الرقيق من الزنوج في جميع الولايات إلا أن زعماء الولايات الجنوبية كانوا يعارضون ذلك، وحينما فاز إبراهام لنكولن بانتخابات الرئاسة وكان من الحزب الجمهوري أراد أن يثبت ما وعد به في حملته الانتخابية من تحرير الرقيق فجابهه زعماء الولايات الجنوبية بأن اجتمعوا في مدينة مونتغمري بولاية ألاباما وأعلنت في سنة 1861 انضمامها في اتحاد جديد يعرف باسم حلف الولاياتالأمريكية وانتخبت الولاياتالجديدة رئيسا لها وزير حربية الولاياتالمتحدة السابق وبطل حرب المكسيك جيفرسن دايفس لرئاسة الدولة الجديدة. وفي 4 آذار سنة 1861 أعلن الرئيس لينكولن في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة تسلمه سلطات الرئاسة رفضه الاعتراف بالانفصال معتبرا إياه باطلا من الناحية القانونية. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752