صديقي .. في الأسبوع الماضي جاءتني دعوة من الإعلامي عبدالله عون، وكانت إفطارا مع يتامى الجمعيات في منطقة مكةالمكرمة، وكانت تجربة جديدة وغنية. كانت منظمة الدعوة مديرة مكتب مجلة «سيدتي» في جدة منى سراج، التي بدت هي وسكرتيرة التحرير زهراء الخالدي أقرب للملائكيات منهما للبشر، هما كذلك منى وزهراء تقدمان رؤية جديدة لمفهوم الصحافة، وأن الصحافيين يمكن لهم أن يكونوا ملائكيين إذ نظموا مثل هذه الأعمال لرسم ابتسامة فرح على وجوه اليتامى . في الإفطار لفت انتباهي ناصر «14» وأخوه فهد «7» سنوات، كان ناصر قد غزا جلده السرطان منذ عشرة أعوام، وأكل عينه فيما فهد بدأ السرطان عمله منذ عام. ومع هذا لم يستطع المرض سرقة الابتسامة منهما، حين تثرثر مع ناصر سيعلمك التفاؤل، وأن اليأس يأتي من الداخل، وليس من الخارج أو من الأمراض، وأن الحياة تظل جميلة وتستحق الحياة رغم كل شيء، فيما والده طاهر أيوب يود لو أنه يملك المال ليصنع شيئا لولديه. ثمة طفلة قوية وكأنها أقرب للضيوف منها لليتامى، اسمها عزيزة عبدالوهاب في سادسة ابتدائي يتيمة، تعيش في بيت الطفل لرعاية الأيتام، وتحلم بأن تكون طبيبة عيون مذ أصاب الفايروس عينيها الجميلتين. حين تسألها : تخيلي أنك وجدتي فانوس علاء الدين وقال لك الرد أطلب ثلاث طلبات ؟ ستجيبك : أود أن أكبر سريعا، أما الثاني أريد كاميرا لأصور حياتي، ثم تفكر قليلا، قبل أن تقول لك : «خلاص ما أبغى شيء ثالث» . بعد أن ودعت الملائكيتين منى وزهراء وهما يشكرانك على حضورك، تستعيد هذا اللقاء وأنت في الطريق لبيتك، وتتساءل من يستحق الشكر أنا أم ناصر الذي علمني ما الذي يعنيه التفاؤل عمليا، أم دكتورة المستقبل عزيزة التي علمتك الزهد . صديقي جرب أن تذهب لليتامى، قبل اللقاء ستظن أنك من يساعدهم، بعد اللقاء ستكتشف كيف هم مدوا يد العون لك وجعلوك تتصالح مع ذاتك. التوقيع : صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة