يحاصرنا الوقت فنترجل في أقرب محطة على طريق السفر والبحث عن المسجد الذي سنؤدي فيه صلاتنا ويا للفاجعة دورات المياه جافة ولا قطرة ماء (وبقايا البشر منتشرة بشكل مقزز) والأبواب مخلوعة والصنابير تشتكي شح الماء والحشرات حدث ولا حرج. كيف سنطلب الطهارة في أماكن تنعدم بها الطهارة والنظافة والاهتمام.؟ ثم نأتي إلى المسجد وما أدراك عن المساجد المنتشرة على طرقات السفر (وكما يقولون) من بره الله, الله, ومن جوه يعلم الله الغبرة التراب وبقايا سجادات صلاة ممزقة هنا وهناك. وكتاب الله القرآن الكريم أوراقه ممزقة ومبعثرة على ما يسمى دولاب أو أرفف للمصاحف.النوافذ غطاها التراب وبقايا الحشرات الميتة والمراوح معطلة لا تعمل ولا مكيفات.وحتى المؤذن من احد العمالة القادمة بلهجة عربية مكسرة يرفع صوته بالآذان.!والله أمر عجيب أهذه هي دور الإسلام وبيوت الله.! ترى من المسئول عنها من بناها وتركها وأهملها بلا نظافة أو رعاية أو اهتمام؟. أين المسئولون عن المساجد في بلادنا؟ حاجتنا لبيوت الله في طرقات السفر ماسة جدا وما تبعها من دورات مياه وغيرها للنساء وللرجال على حد سواء.والله لو وظف أصحاب هذه المساجد عامل أو عاملة للقيام على نظافتها بأخذ مبلغ ريال أو ريالين من روادها لاجتمعت الهمة للنظافة والعناية.ثم لا ننسى أن بلادنا واجهة للحرمين الشريفين للزوار والمعتمرين والحجاج.كيف هي الصورة التي نقدمها لهم وكيف هي الآثار النفسية المنطبعة لديهم؟.ونحن لا نشك أبدا في خدمة بلادنا للحرمين الشريفين وبيوت الله العديدة المنتشرة في كل مكان. وقفة: (عاد الابن الصغير مهرولاً للسيارة ومغطياً أنفه بتقزز) ولما سألناه ما بك؟ ألم تتوضأ وتصلي؟. فرد غاضبا: بعدين بعدين لمن نوصل البيت. وقفة أخرى: أتذكر في رمضان الماضي على القناتين الرياضية والأولى السعودية برنامجا عظيما كان يبث تحت عنوان (بالقرآن نحيا)ضم نخبة طيبة وشابة من أبنائنا حفظة كتاب الله (وأتذكر منهم الابن يوسف ابن الشيخ محمد أيوب والابن حفيد شيخ الحرم الشيخ عطية سالموالابن الذي فاز في البرنامج سلطان الإبراهيم.وقد قام على البرنامج مجموعة صادقة من المنظمين على رأسهم الأستاذ مهدي بخاري والضيوف والمشايخ وحفظة القرآن الكريم وتلاواته العديدة حيث كان من ضمن برنامج الشباب ذات يوم تنظيف مسجد ودورة مياه في إحدى المناطق المحيطة بالطائف على طريق السفر.وكم أعجبني جد الشباب وتفانيهم وحرصهم على أداء المهمة على أكمل وجه ورأينا بأعيننا وضع ذلك المسجد ودورة مياهه.وكيف أصبحت.كما أن احد الشباب قام بجمع أوراق المصاحف الممزقة ورتبها والصقها يبعضها وأعادها لأرفف المسجد.إنها والله نعمة طيبة لو أدرك الجميع دور التربية العملية في إيقاظ شبابنا من غفوتهم ورفع هاماتهم من اجل الإسلام والمسلمين. وأتذكر تعليق إحدى الزميلات في نهاية البرنامج (لو أسموه بالتصويت نحيا) همسة : تنتظر المرأة الرجل طويلا وحين يصل تستقبله بشوق ثم.تنسحب لتعيش الانتظار ثانية لأن قربه أحرقها. [email protected]