للأسف الشديد أن الطهارة والنظافة التي ينادي بها ديننا الإسلامي لانلمسها ولانشعر بها في كثير من المواقف اليومية سواء في المرافق العامة ، أو الخاصة ، ولا أسوأ من ذلك إلا الوضع العام للمساجد لدينا وخاصة الموجودة على الطرق البرية داخل محطات البنزين ! كذلك المنتشرة في بعض الأحياء الشعبية ! والتي لايستطيع المصلي أن يؤدي صلاته بالعمق الإيماني المطلوب ، بل هناك من يؤجل صلاته لسفره بدلا من النزول لمسجد لم يحظَ بالاهتمام لا في الشكل الخارجي أو الداخلي ! أيضًا تلك القذارة التي يشكو منها كثير من المسافرين على تلك الطرق من جميع اتجاهات المملكة ! والمؤسف أن أوضاع تلك المساجد قديم ومن سنوات طويلة ولم يتخذ بشأنه أي إجراء حازم لمحاسبة من المسئول عن هذا الإهمال ! ونحن الآن في موسم شهر رمضان المبارك الذي تنتعش فيه الأجواء اليومية للمساجد للحضور اليومي للمصلين من الجنسين لأداء صلاة التراويح ، ولكن الاختلاف في المستوى العام لتلك المساجد حسب مستوى الأحياء طبعًا لابد أن يتوقف ، والملحوظ من حيث نظافة المسجد ومرفقاته ، والخدمات المقدمة فيه والمخصصة لراحة المصلين ، كذلك مستوى النظافة وماتحتاجه من متابعة لضمان استمراريتها في جميع الأوقات ، أيضًا مستوى المصلين من حيث نظافة الهندام والالتزام باحترام المسجد وهذا ماتناوله الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه خواطر وبمقارنة وضع مساجدنا ببعض المساجد في الدول الأخرى وخاصة شرق آسيا توصل لحقيقة مؤسفة تدل على أن الارتباط لدى الكثير من المصلين لدينا بالمسجد ارتباط وقتي ينتهي بانتهاء أدائه للصلاة ! لكن لايعنيه ماهو واجبه تجاه بيت الله الذي يؤدي فيه أعظم ركن في الإسلام ! فهذا السلوك الديني المعبر عن علاقة العبد بربه مسؤولية الجميع خاصة أن وزارة الشؤون الاسلامية لم تغفل هذه المناسبة في تأكيدها على مدير إدارة المساجد والمراقبين لها على العديد من الملاحظات خلال شهر رمضان لكي يتحقق للصائمين والمصلين الراحة لأداء عبادتهم بكل طمأنينة وراحة. لكن المطلب الأساسي هو ألانتوقف عند هذا الشهر فقط، بل أتمنى أن تستمر الرقابة على المساجد في مختلف الأحياء طوال السنة ، وأيضأ تلك المتواجدة على الطرق البرية والتي تسيء لمكانتنا كمسلمين من حيث سوء النظافة فيها وتهالكها قلبًا وقالبًا ، والاستهتار الواضح في تهيئتها لأداء الصلاة يدفعنا للتساؤل عن دور إدارة المساجد في متابعتها ؟ والذي دفعني لهذا المقال ما رأيته من اهتمام شديد في ماليزيا بنظافة المساجد سواء داخل العاصمة أو خارجها على الطرق البرية وخاصة المشيدة على أراضي الاستراحات البرية والتي تفوق أكثر مساجدنا بمنطقة الرياض شهرة ومساحة ! وكذلك حرصهم على وجود عمالة من الجنسين لمراقبة المصلين وتوجيههم لمرفقات المسجد وقيامهم بالعمل بكل إخلاص وأمانة لمؤشر يؤكد على أننا مقصرون بالوضع العام للمساجد لدينا سواء كان التقصير من الجهة المسؤولة أو من المواطنين أنفسهم عندما يتجاهلون هذه الصورة المؤسفة عن هيئة ونظافة بيوت الله !