ديننا الإسلامي يحثنا ويأمرنا بالنظافة والطهارة ، في كل شيء ، في نظافة وطهارة الجسم ، والمكان ، والملبس . ومنذ أن كنا طلابا صغارا في المرحلة الابتدائية ، ونحن نردد هذه العبارة : ( النظافة من الإيمان ). في المقابل وهذا تناقض عجيب ، أن بعض المسلمين ، بعيدون عن هذا التوجيه الديني ، فتجدهم لا يلتزمون بالنظافة حتى حينما يكونون بجوار بيت الله الحرام ، فكيف حالهم عندما يكونون في غيره ؟ فبعض الأخوة المعتمرين والزائرين للحرمين الشريفين ، لا يراعون قدسية هذه الأماكن الشريفة ، ولا يحرصون على نظافة المكان ، فتجدهم يتركون أو يرمون المخلفات وبقايا الطعام على الأرض ، في الساحات الخارجية المحيطة بالحرم ، برغم توفر براميل القمامة بكثرة في كل مكان من هذه الساحات ، فنشاهد مناظر مؤسفة، تجعل غير المسلمين يضحكون ويسخرون منا ، ولسان حالهم يقول : هؤلاء المصلون أمرهم عجيب وغريب ، دينهم الإسلامي يأمرهم بالنظافة ، ومع ذلك ، بعضهم لا يلتزم بها ، وهم في أقدس وأطهر البقاع عندهم . لقد شرف الله هذه الدولة أعزها الله ، بخدمة الحرمين الشريفين ، والمشاعر المقدسة بشكل عام ، وخدمة ضيوف الرحمن ، وهي في سبيل ذلك ، تبذل الغالي والنفيس ، ولا تدخر وسعا في بذل كل الجهود الكبيرة والعظيمة لتوفير سبل الراحة والطمأنينة للمعتمرين والحجاج ، بصورة تبهر العقول ، فهذا الجانب لا يختلف عليه اثنان ولا ينكره إلا جاحد وحاقد . ومن هذه الجهود الكبيرة والعظيمة التي تبدلها الدولة الحرص على النظافة ، فوفرت أعدادا كبيرة من عمال النظافة المنتشرين في كل مكان داخل الحرمين وخارجهما يعملون على مدار الساعة . دون توقف ، وبما أن ديننا الإسلامي يأمرنا ويوصينا كما قلت بالنظافة ، كان من الواجب على بعض الأخوة الزائرين والمعتمرين أن يكونوا أكثر تعاونا ، وأن يحرصوا ويلتزموا بالنظافة على الأقل في هذه الأماكن المقدسة أكثر من أي مكان آخر . هذه صورة من إحدى التناقضات الكثيرة والعجيبة التي نقع فيها كمسلمين في حياتنا اليومية ، والتي لا تخدم لا الإسلام ولا المسلمين . عبدالله حسن أبوهاشم ضباء