يفترض أن يعدل صاحب القرار في أي قضية يتناولها بالبحث والقراءة والاطلاع، ملمّا بكل أحداثها ومصوغاتها وما حولها، وطبيعي ارضاء الله ثم محاسبة الضمير تتطلب من المسؤول ان يتابع سير أي قضية ينظرها من البداية وحتى النهاية غير مكتفٍ بالخلاصة التي يلجأ لها البعض والتي قد يعدها المحقق او المستشار او المحرر بقصد عدم ازعاجه ولراحته. بيد أن تلكم الخلاصة قد تكون ملغمة بوجهة نظر غير صادقه أو عادله متناسية كل الحقائق، وقد تكون لها اهدافها الخاصة. وما أكثر هذا في زمننا الحالي! فمن يكتب الخلاصة يذهب بعيدا في تصوره بأن اعمال ذلك المسؤول كثيرة ولا يتسع وقته لقراءة كل الاوراق والتثبت منها. ومن هنا أصبح بعض اصحاب القرار ألعوبة في يد المنتهز أو المتربص بظلم الناس وضياع حقوقهم والعياذ بالله، هذا نوع من اصحاب القرار وهناك النوع الآخر الذي لا يلتفت للخلاصة إلا بعد القراءة الكاملة والتمحيص الدقيق والمتابعة لدرجة أنه يعرف سير القضايا كل القضايا ولو بعد سنين لأنه تعب عليها وعايشها طويلا بحنكته وخبرته ولم يأخذه في الحق لومة لائم بعد ان اصدر قراره المبني على الادلة والتثبت. نعم هناك القادة اصحاب القرار الذين عايشتهم كجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز وجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمهم الله ثم صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن عبدالعزيز والامير احمد بن عبدالعزيز والامير عبدالمجيد يرحمه الله وغيرهم. هؤلاء القادة الافذاذ لم يكترثوا بالمسؤولية ولا بكبر القضايا وجسامتها ليكتفوا بالخلاصة وبرأي من يكتبها حيث كانوا على هذا النهج القوي: اعطاء كل شيء حقه من الدراسة والتمحيص وبروح قيادية واعية تنظر وتترقب ما يرضي الله في كل خطوة، فلماذا لا نقلدهم لتتولد عندنا القناعة بسلامة ما نتخذه في قضايانا، ذلك لإسعاد الناس وازاحة الظلم عنهم بإعطاء كل ذي حق حقه، اكتب هذا وانا اوشك على التوقف عن الاسهاب في هذا الصدد مع علمي المؤكد أن هناك الكثير ممن يؤيد الصحيح مما طرح ويقوم به فعلا إن شاء الله ، ولكن من باب الحرص والذكرى .. تحياتي.