** "الوعاظ" هم الذين يأخذون بالناس الى طريق الفلاح والصلاح بما وهبهم الله من بصيرة خارقة نحو ذلك الطريق السوي الذي يوصل الناس الى النهاية السعيدة، لقد لعب بعض "الوعاظ" على مدى التاريخ أدواراً غاية في سمو الهدف والصدق في المقصد فكانوا بحق وحقيق هم أهل "النور" الذي يضيء للناس "صواهم" هذا هو دور الواعظ حيث يجد احترامه وقيمته في وسط مجتمعه فبقدر ما يكون واعياً لرسالته ومتفهما لما يقوم به من جهد يحقق لذلك المجتمع كل ما ينشده من رفعة وسمو وارتقاء يكون عندها بالفعل هو الباحث عن سلامة ذلك المجتمع، اما اذا كان غير ذلك وكان مثل حاطب الليل فإنه يقوم بفساد ما بعده فساد يلحق بمجتمعه وبأمته لخطورة ما يرتقيه في داخل نفوس المحيطين به، لقد ابتلي العالم الاسلامي بهذه "الفضائيات" التي تفاجئنا كل يوم بوجوه جديدة من هؤلاء "الوعاظ" الذين يقدمون لنا صورة قاتمة لمستقبل هذه الامة البريئة التي يوشك ان يأخذها مثل هؤلاء الى طريق الاشواك وهو ما جعلني اتذكر ذلك البيت من الشعر الذي يقول: يا ايها الوعاظ يا ملح البلد ماذا يفعل الناس اذا الملح فسد تخيل كيف يسفد الملح؟! لقد استوقفني هذا البيت بالفعل ماذا يفعل الناس اذا الملح فسد تخيل هذا "الملح" الذي هو صعب الفساد ان لم يكن استحالة فساده ومع هذا ذهب الشاعر الى منتهى الاستحالة لأهمية "الواعظ" الذي يجب ان يكون "ملح البلد"!!