قادني نقاشي مع أخي وصديقي وجاري استشاري طب الأسرة بمستشفي الحرس الوطني الدكتور إبراهيم العتيق إلى هذا الموضوع وفكرة الكتابة عنه وليس هذا تبريرا لأخطاء الأطباء وقد كتبت من قبل حول هذا الموضوع وقلت يجب أن لا تتناول الصحافة موضوع خطأ طبيب مع مريض بالجزم بالخطأ خاصة في العمليات الجراحية لان هناك مضاعفات طبيعية للعمليات لها نسبة مئوية ولذلك تكتب التعهدات قبل إجرائها من قبل الشخص أو ولي أمره وهناك حساسية من البنج لدى الواحد في المليون ولا مانع من ذكر الخبر إن قدر شيئا من المولى عز وجل وأن فلاناً من الناس مات أو شل أو ما كان نتيجة العملية الجراحية . إنما يكتب الصحفي ويجزم بوجود خطأ قبل التأكد والتحقيق من قبل اللجنة المكلفة ففي هذا إجحاف واثر ذلك عكسي لان كثيراً من الأطباء سوف يعزفون عن إجراء العمليات الجراحية التي فيها مخاطر ويزيد عزوفهم ممانعة إذا ما نال التحقيق من كرامتهم وتجاوز العقاب الحدود والأعراف وهذا حاصل فكم من طبيب تعرض لقسوة القول وحدة الألفاظ قبل انتهاء التحقيق والتأكد من خطئه . والعجيب أن الصحافة تقوم كلها على خطأ طبيب مات من جراء خطئه مريض وأما أخطاء المهندسين الذين يذهب الآلاف من جراء خطئهم لا نسمع للصحافة قولاً ولا ذكراً ولا تحقيقاً وخاصة خطأ مهندسي الطرق. وهالني تصريح مدير مرور جدة بان هناك حالة وفاة واحدة يوميا في جدة من جراء حوادث السيارات التي بات ضحاياها أكثر من ضحايا الأمراض الفتاكة سنويا وقد ذكرت في مقابلة تلفزيونية وعبر مقالات أن المرور والسير بالمركبات يشتمل على الطريق والسائق والمركبة والهدف من وضع النظام له لضمان التنقل بيسر وسهولة وسلامة أما التركيز على السرعة وأنها السبب الوحيد ونقف في التوقيف كل متجاوز لها فهذا كلام مغلوط وفيه إجحاف وتشدد لا لزوم له. وليس معنى كلامي أن نترك الحبل على الغارب بل نفرق بين مسرع متجاوز من بعد الخط الأصفر ومسرع في خط طويل فسيح ممل وفي هذا تفصيل ودولة ألمانيا السرعة فيها غير محددة وهي اقل بلاد العالم حوادث وقد قلت إن كان التوقيف للإهانة فنعما هو وان كان للردع والمنع وتغيير السلوك فأبعد ما يكون عن ذلك وقد فصلت في السبب ولا احتاج إلى الإعادة وأما مخاطر الطريق وأخطاء المهندسين في تصميمها وتنفيذها فمدينة جدة خير شاهد وشهيد على ذلك فلننظر إلى الطرقات والألسنة الرصيفية الخارجة منها إلى خط الخدمات وبها يضيق الخط وقد أتلفت كثيرا من المركبات بسبب الألسنة وتسببت في كثير من الحوادث وبها تتعرقل حركة السير وطريق جنوب الجامعة مثال وشارع التحلية مثال آخر وكثير من الطرق على هذه الشاكلة وأيضا لن أنسى ذكر الاختراع الرهيب والاكتشاف الفذ للمهندس الهمام الذي ابتدع نصف الدائرة الإسمنتية في الدخول لخط الخدمة في طريق المدينة وطريق الحرمين اللذين راح فيهما ضحايا كثر ولم اسمع لأحد ذكراً بأنها سبب في ذلك بمن فيهم مدير المرور ولا مدير السير ولا أمين الأمانة . والصحافة غافلة عن كثرة الضحايا وخطأ المهندس ومن اقر بتسوية الطرق على هذا الشكل المفجع السيئ . ويؤسفني ما سمعته عن كوبري شارع الستين في تقاطعه مع شارع قريش وكوبري شارع التحلية في تقاطعه مع شارع الأربعين . انه قبل التسليم وجد أن هناك خطأ فاحشاً في تسوية الرصيف ولو انه افتتح بدون تعديل لكان ضحاياه كثراً والخطأ أن الرصيف يكبر ويضيق الخط بالنسبة للنازل من الكوبري من الجهتين ويتسع الرصيف وبدون أن يراه السائق واحتمال الاصطدام فيه كبير وما أدراك عمَّن خلفه والنتيجة البشعة لذلك الوضع وهذا الخطأ في كلا الكبريين واوقف التسليم إلى حين الانتهاء من التعديل الذي انزل في مناقصة جديدة فمن يتحمل الخسائر وهدر الأموال ما اعرفه أن أموال الميزانية ملك للكل والله محاسب مهدرها ومختلسها والكل سيطالب بحقه يوم القيامة وولاة الأمر يدركون هذا وحملوا المسئولية كاملة المسئولين وأناشد ولاة الأمر بمحاسبة كل مقصر وبشدة وان لا تأخذهم فيهم رأفة ومن لا يستأنس في نفسه الثقة من المسئولين فليتنحى وهناك من المخلصين كثر ولله درك يا أبا متعب يا خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمرك وسدد خطاك أرهقت نفسك في متطلبات شعبك وأبناء الوطن وما تحتاجه فعلا رجال مخلصون يبيعون مصلحتهم لمصلحة الوطن بل يشترون مصلحة الوطن بمصلحتهم وأتحدى إذا ما وجدنا هؤلاء ستتحقق رؤية أمير مكةالمكرمة ابن الفيصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد في استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة والتي عنوانها نحو العالم الأول بناء الإنسان وتنمية المكان وعلى جميع أنحاء المملكة وليس منطقة مكةالمكرمة فقط . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه [email protected] ص , ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871