** كان "سعدون" ذلك الرجل "الاسمر" لا اذكر الآن بقية اسمه كان واحداً من اولئك الذين ننظر اليهم بإبهار ونحن نراه يمد في حارتنا "طينية البناء" تلك الاسلاك على تلك الجدران ليغرس في داخل البيوت "لمبات" الكهرباء ليحيل تلك "البيوت" من الاضاءة "بالاتاريك" أو "الفوانيس" او حتى تلك "المسرجة" التي كانت نداريها عن الهواء لكي لا يطفيها يحيل تلك البيوت من تلك الاضاءات الى اضاءة مبهرة وكان "سعدون" يأخذ على كل "لمبة" يغرسها ريالاً تبدأ الاضاءة من بعد العصر حتى صلاة الفجر، كنا نراه الخارق للعادة عندما يأتي على دراجته النارية ليعد كم لمبة قد غرس كنا يومها سعداء "بكهرباء" سعدون، التي لم تستمر معنا طويلا حيث اصبحت شركة "الجفالي" هي الاقدر والاعم لتعميم "الكهرباء" في جميع المدن ومن ضمنها المدينةالمنورة، لتتوسع – المدينة – وتتوسع معها امكانات شركة الكهرباء "الجفالية".. ومع الايام توارت شركة "الجفالي" لندخل عصر الكهرباء من اوسع ابوابه بوجود وزارة للكهرباء واصبح الربط الكهربائي بين المدن هو السايد مما طرد من اذهاننا استحالة قطع "التيار" عن بعض اجزاء المدينة، لكن ذلك "الظن" كان من بعض "الاثم" مع الاسف الشديد فما ان بدأت بوادر الصيف تلوح في الافق حتى بدأت هناك تحذيرات لذلك الانقطاع. حيث حدثت بعض الانقطاعات لساعات عن بعض الاحياء. رحم الله "سعدون" الذي أدخل الكهرباء الى ثقافتنا وسامحه الله ايضاً على ما فعله فينا من تعود على "الاضاءة" المبهرة التي لا يمكن ان نستغني عنها أبداً. بعد ان كنا نعيش على ذلك الضوء الهادي الجميل.وان يعطي الله شركة الكهرباء القدرة على تلبية طلباتنا المتزايدة من التيار الكهربائي.