"أختي فاطمة" هذا هو اسمها وهي الكبرى في الأخوات في بيتنا. رحلت من مكةالمكرمة إلى جدة عندما تزوجت، في مخيلتنا كأطفال جدة وجه سياحية بعيدة ،لكن شارع العمر كثيرًا ما نصطدم بمعاناته، وقد كانت لفاطمة معاناة بعد أن داهمها مرض "سرطان الثدي"، رسالة الحب كما أطلقت عليه أختي الدكتورة سامية العامودي، لا يحزنكم الأمر، فلسنا وحدنا المصابون، و"الموت مع الجماعة رحمة" كما يقال. الشبه بين "أختي فاطمة" وبين الدكتورة سامية العامودي هو معاناة الألم والأمل. لكن الفرق أن الدكتورة سامية تركت عتبة البيت والعيادة، وتحدثت عن تجربتها للعالم العربي والعالمي، حملت رسالة توعية لبنات جنسها، قامت بالعمل التدريبي والعملي لتخريج موجهات عن سرطان الثدي. سحرت البشر بتجربتها المؤلمة واضعة في حساباتها أن "الدقيقة الواحدة" زمن يجب أن يكون مترعاً بما يستوعبه من الإنجاز، ومن يستمع إلى كلماتها وتوصياتها وتطلعاتها يعرف أن لديها رسالة تحرص على إيصالها، لم تسع الدكتورة سامية إلى المجد، بل المجد هو الذي سعى إليها، فهي أول امرأة تتحدث عن مرضها في بلد أحاطت صورة المرأة فيه بعض الضبابية، فضلاً عن كونها غدت المسؤولة عن توعية 50% من المجتمع، الذي تمثل قضاياه محور الجدل، ففي أعرافنا تعودنا على ألا نتحرك إلا إذا طرقت الأزمات قلوبنا وأحياناً عندما نكتشف أن الأزمة وصلت إلى انسداد شريان الحياة! حيث أننا لا نفصح عن أمراضنا في مجتمعنا لأنها تعد "تابو"، لكن صمتنا لم يداو جراحنا ولم يغير تفكيرنا. "أختى فاطمة" هي صورة من د/ سامية العامودي في معاناتها في تحويل المحنة إلى منحة بصبرها وتفاؤلها وتعايشها مع مرض السرطان. A.natto@myi2i