هل تستطيع إسرائيل أو بالأحرى الحركة اليهودية الصهيونية العالمية إنشاء جبهة دولية تصطف فيها روسيا والصين مع الغرب لدعم الدولة اليهودية استراتيجيا؟ هذا على الأقل هو محور الخط الإيديولوجي الذي يتبناه تيار اليمين الإسرائيلي بالغ التطرف الذي صعد إلى السلطة. لم يمض على حكومة نتانياهو ليبرمان سوى شهر واحد تقريبا لكنهما لم يتوقفا لحظة عن تذكير العالم بأن «إيران النووية» تشكل الخطر الأعظم على إسرائيل بحسابات الحياة أو الموت. غير أن ليبرمان أضاف مؤخرا مصدر تهديد مماثل هو باكستان النووية. كما هو معلوم فإن البرنامج النووي الإيراني لم يتحول حتى الآن إلى مستوى تصنيع أسلحة نووية. لكن الحالة الباكستانية تختلف. ذلك أن باكستان تملك بالفعل ترسانة تحوي عددا من القذائف النووية الجاهزة للإطلاق. ورغم أن الطبقة الحاكمة الحالية في باكستان موالية تماما للولايات المتحدة والغرب عموما إلا أن ما يخشاه قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف ومعهم واشنطن هو أن ينجح التيار الإسلامي الراديكالي يوما ما في الاستيلاء على السلطة.. وبالتالي التحكم في الترسانة النووية.في هذا الصدد يقول ليبرمان: باكستان نووية وغير مستقرة. أجل إنها حقا غير مستقرة. وحالة عدم الاستقرار هذه قد تنتهي إلى وصول طالبان الباكستانية إلى السلطة.. وبذلك ينشأ احتمال تحالفها مع طالبان الأفغانية بمباركة تنظيم «القاعدة». ويعلق ليبرمان على هذا الاحتمال قائلا إن مثل هذا السيناريو لن يكون سبب اغتباط ليس بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وحدهما وإنما بالنسبة أيضا إلى كل من روسيا والصين. كان ليبرمان يتحدث من خلال مقابلة مع صحيفة روسية. ومما يستنبط من السياق العام لحديثه هو أن «الخطر الإسلامي» المستقبلي يتهدد روسيا والصين بقدر ما يتهدد الغرب بالنظر إلى الحركات الإسلامية الناهضة في دول آسيا الوسطى المجاورة للاتحاد الروسي والأقلية الإسلامية المتمردة في الصين. وإذن يتساءل ليبرمان لماذا لا تبتدر إسرائيل تحركا على مستوى عالمي نحو إنشاء جبهة دولية عريضة تضم دول الغرب مع روسيا والصين ضد القوة الإسلامية المستقبلية؟ ليبرمان لم يشأ أن يقول إن الحركة اليهودية الأميركية سوف تتولى هذا الدور. لكن هذا هو ما يستنتج من تصريحاته. والآن ماذا يقول العرب والمسلمون؟ المشكلة هي أنه ليس لدينا إيديولوجية إقليمية مشتركة فضلا عن إيديولوجية عالمية. البيان الإماراتية