ثمة كلامّ بذيء، تنشره بعض المواقع الالكترونية، ولا أقول كلها.. لم تألفه ثقافة الاتصال، في مجتمعنا الاردني، الذي يُجمع الناس في كل مكان على أن أهمّ صفتين من صفاته الحميدة العديدة: الكرم، والتهذيب، فإذا عُين شخص ما في منصب ما، انهالت التعليقات، (من الأقارب والأصدقاء والأنسباء) تُشيد بالرجل.. وانهالت بالمقابل، التعليقات (من غير هؤلاء) تصبّ عليه جامّ الغضب، دون معرفة به، ومن غير أن يكون هنالك سبب واضح، إلا لكونه من (منطقة اخرى) أو بالمصطلح الجديد (اقليم اخر..) أو لأن «دفتره العائلي» لم يُسمً الجد السابع عشر.. أو (لاحظوا كم من الأوّات استعملت) لأن القادم الجديد، حل محل شخصْ آخر، طوبَ له أهله المكان، وطوبوا معه الزمان. لا اريد أن أضرب أمثلة، فهي أكثر من أن تُحصى، ولكنني فقط أريدُ ان أحتج على هذه الظاهرة الشاذة، في مجتمعنا «الطيب المهذب».. والناس عندنا وفي الخارج يتابعون كل شيء.. والخوف كل الخوف من الطرف الثالث، الذي يدرس بجدية هذا الذي يقرؤه من «ردح».. ويبني على ما يقرأ، من تحولات في المجتمع الاردني، وبخاصة في ما يُمكن ان أسمّيه (قوس قزح) الذي يتشكل منه.. والظاهر أن من يسمحون بذلك، لا يدركون خطورة الأمر، وقَسمُ منهم لا يريد أن يدرك أن هذه ليست لغتنا، والمفردات ليست لنا، و«البذاءة» ليست من شيمنا.. وما يشغلُ بالي أكثر، أن «العربية الفصيحة» تُنتَهكُ عن عمد بقرآنها، وشعرها، ونثرها.. وما ذلك الذي يكتبه الكثيرون إلا مجرد ثرثرة.. دون أن يعني كلامي بأية حال، منع الناس من الكلام، وإبداء الرأي، أو كسر الأقلام.. وانما يمكن لكل هذا أن يكون بلغة مناسبة، لا تلعن، ولا تسبُّ، ولا تشتم.. وبصفتي مهتماً بالأمرين معاً: (الوطن واللغة) أطالب الصحافة كلها، والاعلام كُلّه: مقروءاً، أو مسموعاً، أو مرئياً، أو «متقنناً» أعني «التَّقنية السايتاتية».. أن يحترموا اللغة، وقواعدها: نحوها وصرفها، وتمّيزها بالرصانة والتهذيب.. وأن نتقي الله في أنفسنا ومجتمعنا. الدستور الأردنية