عندما تأخذنا أفكارنا بعيداً عن الواقع الذي نعيشه ونبدأ ببناء قصور في الخيال نؤسسها بكل أمنيات السعادة ونغير بالأحلام أشخاصاً عايشناهم جبلت نفوسهم على حب الظلم متخذين سلاح القدرة أداة لتفيذ ظلمهم مُكافئين من لا يستحقون المُكافأة ومُحاربين من يتفانون في أعمالهم. نتعارك مع أفكارنا ونصارعها وتنتصر علينا في كثير من الأوقات حتى نعتقد أن الأحلام من المحرمات التي لابد وأن تُحارب لعدم جدواها في واقع الحال ولكن الحقيقة التي نعرفها جميعاً هي أن واقعنا دائماً ما يبدأ بالأحلام فبها نضع خطوطاً تحت أحلامنا إلى أن تبدأ المرحلة التنفيذية والتي بها سنشيد أحلاماً طالما عشناها، ولكن بوجود نوعية من البشر في كل الأزمنة والأمكنة مهما كان رُقيها تحارب النجاح ونكتشف بأننا قد خُدعنا فيها وهذه حقيقة تفرض نفسها لا يبقى أمامنا سوى حذف هؤلاء من تفكيرنا وأحلامنا ونبدلهم بمن نعتقد بأنهم يعدلون مع الغير ونتخذهم قدوة وما أكثرهم في حياتنا ونؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم سيظل الخير في أمتي إلى قيام الساعة، وبقوة الإرادة الكامنة في أعماقنا والتي تنشط في تلك المواقف نتمكن من الصمود. كلنا في الواقع أقوياء ولا يضعف قوانا إلا السلبية التي تسيطر على عقولنا أحياناً.. كما يفرض علينا واقعنا في أغلب مراحل حياتنا أن نحبس أو نقيد أحلامنا خوفاً من تهيؤات لا نعتقد بأنها واهية وذلك بسبب ما يعترينا من ضعف في أحيان ويطغى على إرادتنا سواء اقتنعنا أم لم نقتنع بقدراتنا. تمر الأيام وتبعد الأحلام عن ذاكرتنا ولكنها تظل في خواطرنا إلى أن تجد ثغرة من خلالها تنفذ إلى حيز التنفيذ ولكن عندما نعتقد أن أحلامنا في كل الأوقات تكون صعبة التحقيق يكون التشاؤم هو الطاغي على عقولنا ومن هنا تبدأ المعاناة الحقيقية التي نجد أنفسنا في عواصفها تتقاذفنا عند هبوبها مستسلمين ولكن غير راضين وبدلاً من أن نفتح حساباً آخر للشجاعة في أرصدة قلوبنا الكبيرة ونعترف بكل شجاعة وثقة بطاقاتنا ومهاراتنا التي نملكها نجد أنفسنا للأسف نتجاهلها؟ وبذلك تكون هذه منتهى القسوة نمارسها على أنفسنا بدلاً من المقاومة لإثبات حقوقنا بل نرى أنفسنا ونحن نقف مع الإحباط جنباً لجنب بل وننميه أيضاً! ونؤمن بأن فعل الخير في الناس قد ضمر ولا عجب إذ امتلأت ساحة الكتب بأقوال تصف حال الناس وبعض صفاتهم غير العادلة كالذي قال: لم يبق في الناس إلا التيه والبذخ ... وكلهم من فعال الخير مُنسلخ إن أبرموا نقضوا أو أقسموا حنثوا ... أو عاهدوا نكثوا أو عاقدوا فسخوا ولكن مهما احتوت الأيام على عقبات يضعها كل جائر سيظل الحر يدافع عن حقه المسلوب في ردهات محبي الظلم وسيجده وإن علا صوت الظالم لكي يطغى على الحق.. سيكون دائماً للحق سيف باتر يعلو مرات ومرات على صوت الظالم وينتصر عليه.