مفزّعات الحياة زادت في عصرنا الحالي وأصبح الإنسان لا يأمن على حاله في ظل منظومة الاستهتار بأرواح الآخرين وانتهاكات بعض الجهلة بسبب غياب الضمير.. وحسبي أن يقع الإنسان ميتا بمنزله خير له ألف مرة من أن تسحق عظامه وتمتزج بلحمه بسبب سائق أهوج تملكه الشيطان في طريق عام، ولكن ماذا نفعل يا (مرورنا العزيز) في سيارات المياه والصرف الصحي (الغول)، والتي اكتظت بها مدينة جدة وهي تطاردنا لتلقي الرعب في قلوبنا وأبداننا وتفقدنا السيطرة على المقود، وهو يمرق بسرعة هائلة في طريق لا تتجاوز السرعة فيه سبعين كيلومترا في الساعة ثم هو يتجاوز ذلك إلى المائة. فلقد شاهدت ذلك بنفسي مرات عديدة، بل حدث معي ما كاد يقتلني فزعا من هذا الشقي وهو يطاردني بسيارة مياه مسرعة خلفي على مسافة المترين وأنا أسير في منتصف شارع الأمير ماجد (السبعين) إلى التحلية وظل يطاردني من شارع فلسطين حتى شارع التحلية، ولولا رحمة الله ثم إشارة المرور لكنت من الهالكين. أما بالنسبة له فهي مطاردة على شكل مداعبة سخيفة، وفي أثناء تلك المداعبة إذ به يرسل ناعقته التي كادت أن تصم أذني من صوتها المرتفع جدا، والتي جعلتني أرتبك في أثناء قيادتي لسيارتي حيث يفاجئك بهذا الصوت وكأنه يزيد إشباع رغبته بتفزيعه لي لأنه هو المتسيد على الطريق، ثم نظرت من حولي استنجادًا برجال المرور ووجدت أحدهم عند الإشارة وقبل أن أشير لرجل المرور وإذا بالإشارة قد انفلقت عن نورها الأخضر وهذا الشقي قد انفلت مسرعا في اجتيازها.. وضاع الأمل في ردع هذا القاتل السخيف.. لذا أرجو من إدارة المرور أن تقيد سائقي هذه السيارات بعدة ضوابط وأن تكون ملزمة مع التأكيد على محاسبة سائقيها لانضباطهم: بأن تلزمهم بيمين الطريق وأن تكون سرعتهم لا تتجاوز الستين كم / ساعة؛ علما بأنه لو استخدم هذا السائق الفرامل والسيارة مسرعة فلن تتوقف إلا على مسافة كبيرة لثقل وزنها وقوة اندفاعها (وهذا يعلمه المرور أكثر منا)، فلو حدث – لا سمح الله – ذلك الاندفاع لهلكت عدة سيارات صغيرة كانت تسير أمامها وسحقت بمن فيها بسبب هذا الاستهتار، وقد تنفلت الفرامل منه وتتعطل – لا سمح الله – فماذا سيكون الموقف ساعتها. كما يجب عدم استخدام آلة التنبيه إطلاقا بسبب تفزيع سائقي السيارات الأخرى لقوة صوتها وصعوبتها على الأذن وعنصر المفاجأة بها. كما لوحظ اندفاع هذه السيارات عند إضاءة نور التوقف (الأحمر) لها فسائقوها لا يلتزمون بالإشارة وتظل مندفعة مما يوقف معها السيارات التي سمح لها بلون العبور الأخضر وتظل حائرة لا تستطيع أن تتقدم قيد أنملة لخطورة الموقف، وفي عدم التجاوب لذلك يجب أن تطبق عليهم أقصى العقوبة بحزم وبلا تباطؤ. من جهة أخرى هناك بعض الشباب يستخدمون طرقنا العامة للسباق بينهم ففي أثناء سيرك في الطريق العام وأنت ملتزما بالسرعة المقررة والمكان المناسب خاصة إذا كنت في منتصف الطريق إذ بصاروخين من طراز (هوك) يمرقان من جانبك الأيمن والأيسر كل منهما في غمرات مع الشيطان في سباق محموم قد يندلع عنه – لا سمح الله – ضياع عائلات بأكملها وخراب بيوتها، فلو كان الأمر مقتصرا على ذلك المتهور والذي يذهب ضحية جهله لهان الأمر على العباد، ولكن ما ذنب عائلات كاملة قد أحيلت إلى القبور بسبب استهتاره. مرورنا العزيز نظرة إلى الأمر لما فيه من خطورة على حياة الآخرين، وذلك بمحاسبة وردع هؤلاء المتهورين المعاندين لأسلوب السلامة، وعدم احترام قواعد المرور، فالأمر جد خطير.. فلكم الاجتهاد ومنا الاحترام والتقدير.. [email protected]