"الدولار الضعيف ارهق كاهل الازمة المالية العالمية"، ويقولون صبرنا عليه باحتمال عودته، ولكن الأمد طال عليهم، فطرحوا رؤية تقودها الصين، وتدعمها روسيا لاستبداله بأخرى كعملة احتياط دولية، ولكن بين الرؤى والتنفيذ، عوالم، ومدخرات، واستثمارات، وبقايا امل، والانظار معلقة باجتماع قمة العشرين بعد ايام، والاوروبيون بدون اجماع معلن يقولون ان الرؤية الاميركية طويلة المدى، ومتزايدة النفقات، وربما "تقود الى الجحيم" حسب الرؤية التشيكية - رئيس البرلمان الاوروبي، والولايات المتحدة الاميركية ردت عليها بمحاولة التعاون، بعدما اشاد وزير الخزانة الاميركي بحاكم البنك المركزي الصيني وما يطرحه، بدون التطرق الى العملة البديلة، ومحاولة احتواء تداعيات مطالب الاوروبيين بخطط نهوض افضل للاقتصاد العالمي، الدعوة التي لم تلق صدى ايجابيا ماتزال في طروحات الحل، والامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون دعا قادة العشرين قبيل اجتماع لندن الى تبني خطة نهوض عالمية فاعلة، الى جانب الخطط الوطنية للخروج من ازمة المال العالمية، فيما رئيس صندوق النقد الدولي يقول "امامنا عامان للخروج من الازمة المالية"، ربما ليست الرأسمالية على المحك، وانما ادواتها التنفيذية، والامر بحاجة الى الوقت والقوة ومعها رؤية ابداعية، ولن يكون الامر سهلا اطلاقا، ويرى البعض بيننا ان في الامر مزايدة سياسية، خصوصا وان الاستثمارات الصينية في سندات الخزانة الاميركية وحدها تزيد على التريليون دولار، اضافة الى غيرها من الاستثمارات، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر قال اخيرا في البحرين " ان المملكة لا تزال تعتقد ان الدولار هو عملة الربط المناسب في الوقت الحالي ". ويبدو ان الامر في اتجاه مضاعفة قيمة الحصص في صندوق النقد الدولي، لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية التي لم تكتمل فصولها بعد، ويبدو ان المملكة مستعدة لدفع نصيبها في صندوق النقد الدولي ان تضاعفت حصص الاعضاء، وهو مايؤكد حديث سابق لمعالي وزير المال الدكتور ابراهيم العساف ان المملكة لن تقدم هبات لصندوق النقد، ولكنها ملتزمة بالقرارات الدولية. هل يقف العالم اليوم على رؤية تغيير؟ ام هناك فعلا خطى نحو التغيير الاقتصادي والسياسي؟ وماهو دور البقية، واصحاب الاشكالية الرئيسة التي قادت العالم نحو تلك المأساة، التي اظن انها تفوق اشكالية الثلاثينيات الماضية مع عدم اغفال فارق التوقيت، وحجم السكان. [email protected]