في أيام الركض الصحفي أثناء عملي رئيساً لتحرير مجلة "اليمامة" قمت بزيارة ماتعة لبلدي وبلد كل عربي اليمن السعيد، زرت الكثير من اقاليمه ونجوعه الخضراء ووهاده ومنها اللواء الأخضر "إب" الساحر البهيج، استقبلنا حاكمه في مقره العالي المطل على الرياض الخضراء والجمال الأخاذ، لقد زرت كل مكان نصحني الإخوة بزيارته! وكان يرافقني في تلك الجولة أخي محمد الدمياطي الاعلامي والصحفي الغائب .. ذهبت إلى مدينة تعز وإلى الحديدة ثم ذهبت إلى كل أديب وعالم في اي مكان مكان وجد على أرض اليمن وألقيت نظرة عابرة على باب المندب الممر المائي المهم لنا في هذه البلاد .. ولليمن الشقيق العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية كلها.. إن ما بيننا من محبة وأخوة يجب أن تدوم وأن تستمر في جلاء ما علق بها من غبار السنين والأحداث، واليمن بلاد عربية صادقة في تعاملها مع العرب أجمعين وهي منبع من منابع العرب والخير والقوة، ومن يقرأ تاريخ العرب والمسلمين منذ فجر الإسلام الخالد يعرف مدى أهمية هذه البلاد.. وأنا كعربي مسلم لا يمر يوم لي مع أحداث هذا العالم المتلاطمة عامة ومع أحداث بلادي إلا وأتذكر اليمن الشقيق والجار وما يناله من تآمر منهم من يتستر بالدين ومن يندس في الوسط بحجة الواسطة بين اليمن ومن يحاول التآمر عليه من الداخل، كل ذلك أتابعه بقلق وحرقة أن الصورة واضحة طمع في الاستيلاء على هذا العمق العربي الاصيل واللعب بمقدراته الشعبية والانحراف بعقائد أهله الشرفاء والذين ابوا أن يسمحوا أن يدخل بينهم غريب بمذهبه الرهيب الذي سيفسد عليه حياتهم الوادعة وبلدهم السعيد.. ذهبت في تلك الرحلة التي دامت خمسة عشر يوماً شربت من ماء اليمن النمير وأكلت من خبز "الكدم" وطفت في أسواقها العابقة بالتاريخ داخلا من بوابة اليمن الشهيرة التي تذكرك بملكة اليمن الذكية الجميلة العاقلة التي قالت عن عرشها لما نقل إلى القدس كأنه هو أو مثله .. لقد تذكرت ملكة اليمن الأخرى دعد وقصتها مع الشاعر دوقلة المنبجي صاحب قصيدة اليتيمة والتي دفع حياته ثمناً لهذه القصيدة التي فازت بمسابقة أجمل قصيدة متغزلة في جمال تلك الملكة والتي كان ثمنها الزواج من الملكة لو أنه عاش لكنها أي دعد أخذت بثأره وقتلت قاتل الشاعر قائلة : اقتلوا قاتل زوجي! لقد كتبت ونشرت عن اليمن الشقيق أكثر من عشرين موضوعاً سياسيّاً واجتماعيّاً وأدبيًّا.. وتحمس معالي اخي الفاضل الاستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام اليمني في الوقت الحاضر وقرر أن يطبعها من قبل الوزارة وكان يومها وكيلاً للوزارة .. ولا أعلم هل تم ذلك أم لا وله التحية - على كل حال -. هذه ذكريات جميلة تداعت في خاطري عن بلدي الثاني اليمن السعيد..أدام الله بلادي وأدام عليها الأمن والرخاء والسعادة الدائمة.