زار الشاعر محافظة صامطة وأوديتها فتذكر صديقا قديما وزميل مهنة هو المربي والأديب الاستاذ (ابراهيم عبدالله مفتاح) من فرسان.. وكتب له هذه الابيات الإخوانية: هل ساءل الأيام صبّ مدْنفٌ=إن كان بالإمكان أن يتذكرا أنا ذلك الماضي بكل شجونه=أنا ذلك الدمع السخين تحدّرا ردتني الذكرى لماضٍ غابرٍ=كنت الفتى فيه الأهم الأخطرا فلكم خَطرْتُ مع الصباح بروضة=وهَصرْتُ غصناً في الحديقة اخضرا ولكمْ شممْتُ الورد في أكمامه=وبه عبثتُ مع الطيور مبكرا وقضيت ساعات امتع ناظري=وغدوت استاف العبير مُهجرا لله ما فعل الربيع ووبله=اذ انبت الروض الجديب ونوّرا وتلاقت الآرام عند غديره=ورأيت اسرابا ورودا صُدَّرا روحي الفداء لشادن شاهدته=من دفتر العشاق يتلو اسطرا عرف الحياة لتوِّه فأحبها=وتبادلا طعم الغرام وعبرا روضٌ نديٌ جاده وبْلُ السما=ناجى من الانسان ظبيا اعفرا وعيون رواد الحديقة شخص=من غبطةٍ او غيرةٍ او اكبرا حصّنته من كل عين سُخنةٍ=وب (قل اعوذ) على لساني قد جرى ثم انطوت تلك الاويقات التي=ابقتْ بنفسي غصَّة وتحسُرا علّقتُ آمالي فكانت خُلبا=وأمِنْت دهرا كان مُنحلّ العرى قلب اذابته السنون بكرِّها=وبِفِعْلِها القاسي به فتقهقرا نسي الغرام بحلوه وبمرِّه=فاعتاض عن سهر الليالي بالكرى حتى إذا اشتعل المشيب برأسه=ألقى حمول العاشقين وأدبرا وأبتْ بنات الدهر إلا رَمْيهُ=فاجتاز ذات ضحى بوادي تعْشرا فرأى فريقاً من ظباء عابرا=وهناك حط رحاله وتسمّرا فتضاربت شتى الظنون بفكره=وأضل باقي رشده وتحيرا واسترجع الأيام تلك وما بها=فاعتاده شرخ الشباب مذكرا مرت ليال مسرعات حُفلا=وأخو الصبابة في سُلوّ ما درى وإذا أعاد الطرف في ماضي الصبا=رعشت به اقدامه وتعثرا يا من بلوت الدهر في إبانه=وخبرْته فغدوت شيخا مُخْبرا أيعود ذو الشيب الاشيمط مقبلا=نحو الشبيبة بعد اذ هو ادبرا ودعا قواه لربما يسعفنه=فنصحنه ان يستريح فيعذرا لم يُبق كرّ الدهر فيه بقية=إلا خفوقا خافتا متصبرا يقتات من ذكرى تمر خجولة=فتعيده من وهمه مستبشرا قلب بلا جسد يقوم بحمله=حين اعتراه من الليالي ما اعترى ما زال يحلم بالوصال وعهده=أيّام كان على الغرام مسيطرا فتنكرت أيامه وتجاهلت=فإذا به يخطو ولكن للورا أشكو إليك من الزمان وفعله=مستسلما لقضائه مستنصرا